تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٩٠
وقال مجاهد: ذهبت قريش إلى هذا، ولكنه لم يقع منها، لأنه لما أراد الله سبحانه استبقاء قريش، وألا يستأصلها، أذن لرسوله في الهجرة، فخرج من الأرض بإذن الله، لا بقهر قريش، واستبقيت قريش، ليسلم منها ومن أعقابها من أسلم.
* ت *: قال * ص *: قوله (لا يلبثون) جواب قسم محذوف، أي: والله، إن استفززت، فخرجت، لا يلبثون خلفك إلا قليلا. انتهى.
وقوله سبحانه: (سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا...) الآية: معنى الآية الإخبار أن سنة الله تعالى في الأمم الخالية وعادته أنها إذا أخرجت نبيها من بين أظهرها، نالها العذاب، واستأصلها، فلم تلبث خلفه إلا قليلا.
وقوله سبحانه: (أقم الصلاة لدلوك الشمس...) الآية: إجماع المفسرين على أن الإشارة هنا إلى الصلوات المفروضة، والجمهور أن دلوك الشمس زوالها، والإشارة إلى الظهر والعصر، و (غسق الليل): أشير به إلى المغرب والعشاء، و (قرآن الفجر): يريد به صلاة الصبح، فالآية تعم جميع الصلوات، " والدلوك "، في اللغة: هو الميل، فأول الدلوك هو الزوال، وآخره هو الغروب، قال أبو حيان: واللام في (لدلوك الشمس): للظرفية بمعنى بعد انتهى، (وغسق الليل): اجتماعه وتكاثف ظلمته، وعبر عن صلاة الصبح خاصة بالقرآن، لأن القرآن هو عظمها، إذ قراءتها طويلة مجهور بها.
وقوله سبحانه: (إن قرآن الفجر كان مشهودا) معناه: يشهده حفظة النهار وحفظة الليل من الملائكة، حسبما ورد في الحديث الصحيح: " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، فيجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر... " الحديث بطوله، وفي " مسند البزار " عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " إن أفضل الصلوات صلاة الصبح يوم الجمعة، في جماعة، وما أحسب شاهدها منكم إلا مغفور له " انتهى من " الكوكب الدري ".
(٤٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 485 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة