تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٨٩
براءته، وفي طي تخويفه تأمينه.
قال عياض رحمه الله: ويجب على المؤمن المجاهد نفسه الرائض بزمام الشريعة خلقه، أن يتأدب بآداب القرآن في قوله وفعله ومعاطاته ومحاوراته فهو عنصر المعارف الحقيقية، وروضة الآداب الدينية والدنيوية انتهى.
قال * ع *: وهذا الهم من النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان خطرة مما لا يمكن دفعه، ولذلك قيل: (كدت) وهي تعطي أنه لم يقع ركون، ثم قيل: (شيئا قليلا)، إذ كانت المقاربة التي تضمنتها (كدت) قليلة خطرة لم تتأكد في النفس.
وقوله: (إذا لأذقناك...) الآية: يبطل أيضا ما ذهب إليه ابن الأنباري.
* ت *: وما ذكره * ع * رحمه الله تعالى من البطلان لا يصح، وما قدمناه عن عياض حسن، فتأمله.
وقوله (ضعف الحياة): قال ابن عباس وغيره: يريد ضعف عذاب الحياة، وضعف عذاب الممات.
وقوله سبحانه: (وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها...) الآية: قال الحضرمي: الضمير في " كادوا " ليهود المدينة وناحيتها، ذهبوا إلى المكر بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا له: إن هذه الأرض ليست بأرض الأنبياء، فإن كنت نبيا، فأخرج إلى الشام، فإنها أرض الأنبياء، فنزلت الآية، وأخبر سبحانه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو خرج، / لم يلبثوا بعده إلا قليلا، وقالت فرقة: الضمير لقريش، قال ابن عباس: وقد وقع استفزازهم وإخراجهم له، فلم يلبثوا خلفه إلا قليلا يوم بدر.
(٤٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 484 485 486 487 488 489 490 491 492 493 494 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة