تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٩٦
عليك قال الداوودي: وما روي عن ابن مسعود من أنه سينزع القرآن من الصدور، وترفع المصاحف لا يصبح وإنما قال سبحانه: (ولئن شئنا) فلم يشأ سبحانه، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله، وهم ظاهرون " قال البخاري: وهم أهل العلم، ولا يكون العلم مع فقد القرآن. انتهى كلام الداوودي، وهو حسن جدا، وقد جاء في الصحيح ما هو أبين من هذا، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا ولكن يقبض العلم بقبض العلماء... "، الحديث.
وقوله سبحانه: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن...) الآية: سبب هذه الآية أن جماعة من قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: لو جئتنا بآية غريبة غير هذا القرآن، فإنا نقدر نحن على المجيء بمثله، فنزلت هذه الآية المصرحة بالتعجيز لجميع الخلائق.
قال * ص *: واللام في (لئن اجتمعت) اللام الموطئة للقسم، وهي الداخلة على الشرط، كقوله: (لئن أخرجوا) [الحشر: 12] (ولئن قوتلوا) [الحشر: 12] والجواب بعد للقسم لتقدمه، إذا لم يسبق ذو خبره لا للشرط، هذا مذهب البصريين خلافا للفراء في إجازته الأمرين، إلا أن الأكثر أن يجيء جواب قسم، " والظهير " المعين.
/ قال * ع *: وفهمت العرب الفصحاء بخلوص فهمها في ميز الكلام ودربتها به
(٤٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 501 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة