تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٩٧
ما لا نفهمه نحن ولا كل من خالطته حضارة، ففهموا العجز عنه ضرورة ومشاهدة، وعلمه الناس بعدهم استدلالا ونظرا، ولكل حصل علم قطعي، لكن ليس في مرتبة واحدة.
وقوله سبحانه: (وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا...) الآية:
روي في قول هذه المقالة للنبي صلى الله عليه وسلم حديث طويل، مقتضاه: أن عتبة وشيبة ابني ربيعة، وعبد الله بن أبي أمية، والنضر بن الحارث وغيرهم من مشيخة قريش وساداتها، اجتمعوا عليه، فعرضوا عليه أن يملكوه إن أراد الملك، أو يجمعوا له كثيرا من المال، إن أراد الغنى ونحو هذا من الأقاويل، فدعاهم صلى الله عليه وسلم عند ذلك إلى الله، وقال: إنما جئتكم بأمر من الله فيه صلاح دنياكم ودينكم، فإن أطعتم، فحسن، وإلا صبرت حتى يحكم الله بيني وبينكم فقالوا له حينئذ: فإن كان ما تزعم حقا، ففجر لنا من الأرض ينبوعا... الحديث بطوله، " والينبوع ": الماء النابع، (وخلالها) ظرف، ومعناه أثناءها وفي داخلها.
وقوله: (كما زعمت) إشارة إلى ما تلا عليهم قبل ذلك في قوله سبحانه: (إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء...) الآية [سبأ: 9] " والكسف " الشئ المقطوع، وقال الزجاج المعنى: أو تسقط السماء علينا طبقا، وقوله: (قبيلا) قيل: معناه مقابلة وعيانا، وقيل: معناه ضامنا وزعيما بتصديقك، ومنه القبالة وهي الضمان، وقيل: معناه نوعا وجنسا لا نظير له عندنا، (أو يكون لك بيت من زخرف)، قال المفسرون: الزخرف الذهب في هذا الموضع، (أو ترقى في السماء)، أي: في الهواء
(٤٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 492 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة