تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٣٥٥
الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى " الاعلى: 3، فهو سبحانه محيط بعين من خلقه وأثره ومن أثره أعماله الظاهرة والباطنة وما أسره وما جهر به وكيف يحيط به ولا يعلمه.
وفي الآية إشارة إلى أن أحوال الأشياء وأعمالها غير خارجة عن خلقها لأنه تعالى استدل بعلمه بمن خلق على علمه بخصوصيات أحواله وأعماله ولولا كون الأحوال والأعمال غير خارجة عن وجود موضوعاتها لم يتم الاستدلال.
على أن الأحوال والأعمال من مقتضيات موضوعاتها والذي ينتسب إليه وجود الشئ ينتسب إليه آثار وجوده.
وقوله: " وهو اللطيف الخبير " أي النافذ في بواطن الأشياء المطلع على جزئيات وجودها وآثارها، والجملة حالية تعلل ما قبلها والاسمان الكريمان من الأسماء الحسنى ذيلت بهما الآية لتأكيد مضمونها.
(بحث روائي) في الكافي بإسناده عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل:
" ليبلوكم أيكم أحسن عملا " قال: ليس يعني أكثركم عملا ولكن أصوبكم عملا، وإنما الإصابة خشية الله والنية الصادقة والخشية.
ثم قال: الابقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل.
ألا والعمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله، والنية أفضل من العمل ألا وإن النية هي العمل. ثم تلا قوله: " قل كل يعمل على شاكلته " يعني على نيته.
وفي المجمع قال أبو قتادة: سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله تعالى: " أيكم أحسن عملا " ما عنى به؟ فقال: يقول: أيكم أحسن عقلا. ثم قال: أتمكم عقلا وأشدكم لله خوفا، وأحسنكم فيما أمر الله به ونهى عنه نظرا وإن كان أقلكم تطوعا.
وفيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنه تلا قوله تعالى: " تبارك الذي بيده الملك - إلى قوله - أيكم أحسن عملا " ثم قال: أيكم أحسن عقلا، وأورع عن محارم الله وأسرع في طاعة الله.
وفي تفسير القمي في قوله تعالى: " الذي خلق سبع سماوات طباقا " قال: بعضها طبق لبعض.
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»
الفهرست