تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٣١٠
وواحدا من ذا الشق ثم صعد المنبر فقال: صدق الله قال: " إنما أموالكم وأولادكم فتنة "، إني لما نظرت إلى هذين الغلامين يمشيان ويعثران لم أصبر أن قطعت كلامي ونزلت إليهما.
أقول: والرواية لا تخلو من شئ وأنى تنال الفتنة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو سيد الأنبياء المخلصين معصوم مؤيد بروح القدس.
وأفظع لحنا من هذا الحديث ما رواة عن ابن مردويه عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينما هو يخطب الناس على المنبر خرج الحسين بن علي فوطأ في ثوب كان عليه فسقط فبكى فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن المنبر.
فلما رأى الناس أسرعوا إلى الحسين يتعاطونه يعطيه بعضهم بعضا حتى وقع في يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: قاتل الله الشيطان إن الولد لفتنة، والذي نفسي بيده ما دريت أني نزلت عن منبري.
ومثله ما عن ابن المنذر عن يحيى بن أبي كثير قال: سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكاء حسن أو حسين فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم الولد فتنة لقد قمت إليه وما أعقل.
فالوجه طرح الروايات إلا أن تؤول.
وفي تفسير البرهان عن ابن شهرآشوب عن تفسير وكيع حدثنا سفيان بن مرة الهمداني عن عبد خير سألت علي بن أبي طالب عن قوله تعالى: " اتقوا الله حق تقاته " قال: والله ما عمل بها غير أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. نحن ذكرنا الله فلا ننساه ونحن شكرناه فلن نكفره، ونحن أطعناه فلم نعصه.
فلما نزلت هذه قالت الصحابة: لا نطيق ذلك فأنزل الله: " فاتقوا الله ما استطعتم " الحديث.
وفي تفسير القمي حدثني أبي عن الفضل بن أبي مرة قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام يطوف من أول الليل إلى الصباح وهو يقول: اللهم وقني شح نفسي فقلت: جعلت فداك ما رأيتك تدعو بغير هذا الدعاء فقال: وأي شئ أشد من شح النفس؟ إن الله يقول:
" ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ".
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»
الفهرست