تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٢٨
صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا معشر قريش انى أكره ان ابدأ بكم فخلوني والعرب وارجعوا فقال عتبة: ما رد هذا قوم قط فأفلحوا، ثم ركب جملا له احمر فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يجول بين العسكرين وينهى عن القتال فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ان يك عند أحد خير فعند صاحب الجمل الأحمر وإن يطيعوه يرشدوا.
وخطب عتبة فقال في خطبته: يا معشر قريش أطيعوني اليوم واعصوني الدهر إن محمدا له إل وذمة وهو ابن عمكم فخلوه والعرب فإن يك صادقا فأنتم أعلى عينا به وإن يك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب امره فغاظ ابا جهل قوله وقال له: جبنت وانتفخ سحرك فقال: يا مصفر استه مثلي يجبن؟ وستعلم قريش أينا ألأم وأجبن؟
وأينا المفسد لقومه.
ولبس درعه وتقدم هو وأخوه شيبة وابنه الوليد، وقال: يا محمد اخرج إلينا أكفاءنا من قريش فبرز إليهم ثلاثة نفر من الأنصار وانتسبوا لهم فقالوا:
ارجعوا إنما نريد الأكفاء من قريش فنظر رسول الله صلى الله عيله وآله وسلم إلى عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب - وكان له يومئذ سبعون سنة - فقال: قم يا عبيدة، ونظر إلى حمزة فقال: قم يا عم ثم نظر إلى على بن أبي طالب فقال: قم يا علي - وكان أصغر القوم - فاطلبوا بحقكم الذي جعله الله لكم فقد جاءت قريش بخيلائها وفخرها تريد ان تطفئ نور الله ويأبى الله إلا ان يتم نوره. ثم قال: يا عبيدة عليك بعتبة ابن ربيعة، وقال لحمزة عليك بشيبة، وقال لعلي: عليك بالوليد.
فمروا حتى انتهوا إلى القوم فقالوا: أكفاء كرام فحمل عبيدة على عتبة فضربه على رأسه ضربة فلقت هامته، وضرب عتبة عبيدة على ساقه فأطنها فسقطا جميعا، وحمل شيبة على حمزة فتضاربا بالسيفين حتى انثلما، وحمل أمير المؤمنين علي عليه السلام على الوليد فضربه على حبل عاتقه فأخرج السيف من إبطه قال على: لقد اخذ الوليد يمينه بيساره فضرب بها هامتي فظننت ان السماء وقعت على الأرض.
ثم اعتنق حمزة وشيبة فقال المسلمون: يا علي أما ترى ان الكلب قد نهز عمك فحمل عليه علي عليه السلام ثم قال: يا عم طأطئ رأسك وكان حمزة أطول من شيبة فأدخل حمزة رأسه في صدره فضربه على فطرح نصفه، ثم جاء إلى عتبة وبه رمق فأجهز عليه.
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست