تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٣١
أرادوا أن يلقوه تزايل لحمه فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أتركوه، فأقروه وألقوا عليه من التراب والحجارة ما غيبه.
ثم وقف على أهل القليب فناداهم رجلا رجلا: هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني قد وجدت ما وعدني ربى حقا بئس القوم كنتم لنبيكم كذبتموني وصدقني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس، وقاتلتموني ونصرني الناس. فقالوا يا رسول الله أتنادي قوما قد ماتوا؟ فقال: لقد علموا أن ما وعدهم ربهم حق، وفي رواية أخرى: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني.
قال: وكان انهزام قريش حين زالت الشمس فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر وأمر عبد الله بن كعب بقبض الغنائم وحملها، وأمر نفرا من أصحابه أن يعينوه فصلى العصر ببدر ثم راح فمر بالأثيل قبل غروب الشمس فنزل به وبات، وبأصحابه جراح وليست بالكثيرة، وأمر ذكوان بن عبد قيس أن يحرس المسلمين حتى كان آخر الليل فارتحل.
وفي تفسير القمي في خبر طويل: وخرج أبو جهل من بين الصفين وقال:
اللهم إن محمدا أقطعنا للرحم، وأتانا بما لا نعرفه فأحنه الغداة فأنزل الله على رسوله:
(إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغنى عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وإن الله مع المؤمنين).
ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كفا من حصى ورمى به في وجوه قريش وقال:
شاهت الوجوه فبعث الله رياحا تضرب في وجوه قريش فكانت الهزيمة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم لا يفلتن فرعون هذه الأمة أبو جهل بن هشام فقتل منهم سبعين، واسر منهم سبعين.
والتقى عمرو بن الجموع مع أبي جهل فضرب عمرو أبا جهل على فخذه وضرب أبو جهل عمرا على يده فأبانها من العضد فتعلقت بجلده فاتكى عمرو على يده برجله ثم تراخى إلى السماء حتى انقطعت الجلدة ورمى بيده.
وقال عبد الله بن مسعود: انتهيت إلى أبى جهل وهو يتشحط بدمه فقلت:
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست