تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٢٩
وفي رواية أخرى انه برز حمزة لعتبة، وبرز عبيدة لشيبة وبرز على للوليد فقتل حمزة عتبة، وقتل عبيدة شيبة، وقتل علي عليه السلام الوليد، فضرب شيبة رجل عبيدة فقطعها فاستنقذه حمزة وعلى، وحمل عبيدة حمزة وعلى حتى اتيا به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاستعبر فقال: يا رسول الله ألست شهيدا؟ قال: بلى أنت أول شهيد من أهل بيتي.
وقال أبو جهل لقريش: لا تعجلوا ولا تبطروا كما بطر أبناء ربيعة عليكم بأهل يثرب فاجزروهم جزرا، وعليكم بقريش فخذوهم اخذا حتى ندخلهم مكة فنعرفهم ضلالتهم التي هم عليها.
وجاء إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جشعم فقال لهم: أنا جار لكم ادفعوا إلى رايتكم فدفعوا إليه راية الميسرة، وكانت الراية مع بنى عبد الدار فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لأصحابه: غضوا ابصاركم، وعضوا على النواجذ، ورفع يده فقال: اللهم ان تهلك هذه العصابة لا تعبد ثم اصابه الغشي فسري عنه وهو يسلك العرق عن وجهه فقال: هذا جبرائيل قد اتاكم بألف من الملائكة مردفين.
وفي الأمالي بإسناده عن الرضا عن آبائه عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سافر إلى بدر في شهر رمضان وافتتح مكة في شهر رمضان.
أقول: وعلى ذلك أطبق أهل السير والتواريخ، قال اليعقوبي في تاريخه:
وكانت وقعة بدر يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان بعد مقدمه صلى الله عليه وآله وسلم - يعنى إلى المدينة - بثمانية عشر شهرا.
وقال الواقدي: ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وادى بدر عشاء ليلة الجمعة لسبع عشرة مضت من شهر رمضان فبعث عليا والزبير وسعد بن أبى وقاص وبسبس بن عمرو يتجسسون على الماء فوجدوا روايا قريش فيها سقاؤهم فأسروهم وأفلت بعضهم وأتوا بهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو قائم يصلى فسألهم المسلمون فقالوا: نحن سقاء قريش بعثونا نسقيهم من الماء فضربوهم فلما أن لقوهم بالضرب قالوا: نحن لأبي سفيان ونحن في العير، وهذا العير بهذا القوز فكانوا إذا قالوا ذلك يمسكون عن ضربهم. فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته ثم قال: إن صدقوكم ضربتموهم وإن كذبوكم تركتموهم.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست