تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٣٢
الحمد لله الذي أخزاك فرفع رأسه فقال: إنما أخزى الله عبدا، ابن أم عبد لمن الدبرة ويلك؟ قلت: لله ولرسوله وإني قاتلك، ووضعت رجلي على عنقه فقال: ارتقيت مرتقى صعبا يا رويعي الغنم أما انه ليس شئ أشد من قتلك إياي في هذا اليوم ألا تولى قتلى رجل من المطلبيين أو رجل من الاحلاف؟ فاقتلعت بيضة كانت على رأسه فقتلته وأخذت رأسه وجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقلت: يا رسول الله البشرى هذا رأس أبى جهل بن هشام فسجد لله شكرا.
وفي الارشاد للمفيد ثم بارز أمير المؤمنين عليه السلام العاص بن سعيد بن العاص بعد أن أحجم عنه من سواه فلم يلبث ان قتله، وبرز إليه حنظلة بن أبى سفيان فقتله، وبرز إليه بعده طعيمة بن عدي فقتله، وقتل بعده نوفل بن خويلد وكان من شياطين قريش، ولم يزل يقتل واحدا منهم بعد واحد حتى أتى على شطر المقتولين منهم وكانوا سبعين رجلا، تولى كافة من حضر بدرا من المسلمين مع ثلاثة آلاف من الملائكة المسومين قتل الشطر منهم، وتولى أمير المؤمنين عليه السلام قتل الشطر الاخر وحده.
وفي الارشاد أيضا: قد أثبتت رواة العامة والخاصة معا أسماء الذين تولى أمير المؤمنين عليه السلام قتلهم ببدر من المشركين على اتفاق فيما نقلوه من ذلك واصطلاح فكان ممن سموه: الوليد بن عتبة كما قدمنا وكان شجاعا جريا وقاحا فتاكا تهابه الرجال، والعاص بن سعيد وكان هولا عظيما تهابه الابطال، وهو الذي حاد عنه عمر بن الخطاب وقصته فيما ذكرناه مشهورة نحن نبينها فيما نورده، وطعيمة بن عدي بن نوفل وكان من رؤوس أهل الضلال، ونوفل بن خويلد وكان من أشد المشركين عداوة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت قريش تقدمه وتعظمه وتطيعه، وهو الذي قرن أبا بكر وطلحة قبل الهجرة بمكة وأوثقهما بحبل وعذبهما يوما إلى الليل حتى سئل في أمرهما، ولما عرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حضوره بدرا سأل الله ان يكفيه امره فقال:
اللهم اكفني نوفل بن خويلد فقتله أمير المؤمنين عليه السلام.
وزمعة بن الأسود (1)، والحارث بن زمعة، والنضر بن الحارث بن عبد الدار، وعمير بن عثمان بن كعب بن تيم عم طلحة بن عبيد الله، وعثمان ومالك ابنا عبيد الله

(1) في بعض النسخ: وعقيل بن الأسود وفيه فذلك ستة وثلاثون.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست