تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٢٤
أقول: والكلام فيه كالكلام في سابقه.
وفي المجمع: ذكر البلخي عن الحسن: أن قوله: (وإذ يعدكم الله) الآية نزلت قبل قوله: (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق) وهي في القراءة بعدها.) أقول: وتقدم مدلول إحدى الآيتين على مدلول الأخرى بحسب الوقوع لا يلازم سبقها نزولا، ولا دليل من جهة السياق يدل على ما ذكره.
وفي تفسير العياشي عن محمد بن يحيى الخثعمي عن أبي عبد الله عليه السلام: في قوله تعالى: (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين انها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم، فقال: الشوكة التي فيها القتال.
أقول: وروى مثله القمي في تفسيره وفي المجمع قال أصحاب السير وذكر أبو حمزة وعلي بن إبراهيم في تفسيرهما - دخل حديث بعضهم في بعض - أقبل أبو سفيان بعير قريش من الشام وفيها أموالهم وهي اللطيمة، وفيها أربعون راكبا من قريش فندب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه للخروج إليها ليأخذوها، وقال: لعل الله أن ينفلكموها فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم، ولم يظنوا ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يلقى كيدا ولا حربا فخرجوا لا يريدون إلا أبا سفيان والركب لا يرونها إلا غنيمة لهم.
فلما سمع أبو سفيان بمسير النبي صلى الله عليه وآله استأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إلى مكة، وأمره ان يأتي قريشا فيستنفرهم - ويخبرهم ان محمدا قد تعرض لعيرهم في أصحابه فخرج ضمضم سريعا إلى مكة.
وكانت عاتكة بنت عبد المطلب رأت فيما يرى النائم قبل مقدم ضمضم بن عمرو بثلاث ليال أن رجلا أقبل على بعير له ينادى يا آل غالب اغدوا إلى مصارعكم ثم وافى بجمله على أبي قبيس فأخذ حجرا فدهدهه من الجبل فما ترك دارا من دور قريش إلا أصابته منه فلذة فانتبهت فزعة من ذلك وأخبرت العباس بذلك فأخبر العباس عتبة بن ربيعة فقال عتبة: هذه مصيبة تحدث في قريش، وفشت الرؤيا فيهم وبلغ ذلك أبا جهل فقال: هذه نبية ثانية في بني عبد المطلب، واللات والعزى
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست