تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ١٧
اختلافهم في أمر الغنائم يوم بدر إذ لو كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعدهم بذلك لم يختلفوا مع صريح بيانه.
وفيه: اخرج ابن جرير عن مجاهد: انهم سألوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الخمس بعد الأربعة الأخماس: فنزلت (يسألونك عن الأنفال). أقول: وهو لا ينطبق على ما تقدم من مضمون الآية على ما يعطيه السياق وفي بعض ما ورد عن المفسرين السلف كسعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وكذا عن ابن عباس ان قوله تعالى: (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول) الآية منسوخة بقوله : (واعلموا ان ما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول) الآية وقد تقدم في بيان الآية ما ينتفي به احتمال النسخ.
وفيه اخرج مالك وابن أبي شيبة وأبو عبيد وعبد بن حميد وابن جرير والنحاس وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن القاسم بن محمد قال: سمعت رجلا يسأل ابن عباس عن الأنفال: فقال الفرس من النفل والسلب من النفل فأعاد المسألة فقال ابن عباس ذلك أيضا . ثم قال الرجل: الأنفال التي قال الله في كتابه ما هي؟ فلم يزل يسأله حتى كاد يحرجه فقال ابن عباس: هذا مثل صبيغ الذي ضربه عمر وفي لفظ:
ما أحوجك إلى من يضربك كما فعل عمر بصبيغ العراقي وكان عمر ضربه حتى سالت الدماء على عقبيه وفيه: في قوله تعالى: (أولئك هم المؤمنون حقا) اخرج الطبراني عن الحارث ابن مالك الأنصاري انه مر برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: كيف أصبحت يا حارث؟
قال أصبحت مؤمنا حقا قال: انظر ما تقول فان لكل شئ حقيقة فما حقيقة ايمانك؟ فقال: عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري وكأني انظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني انظر إلى أهل النار يتضاغون فيها، قال يا حارث عرفت فالزم ثلاثا.
أقول: والحديث مروي من طرق الشيعة بأسانيد عديدة
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»
الفهرست