بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٢١٨
فلان وفلان لقوا عليا وعمارا فقالا: إن أبا سفيان وعبد الله بن عامر وأهل مكة قد جمعوا لكم فاخشوهم، فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، وهما اللذان قال الله:
* (إن الذين آمنوا ثم كفروا..) * إلى آخر الآية (1) فهذا أول كفرهم.
والكفر الثاني قول النبي عليه وآله السلام: يطلع عليكم من هذا الشعب رجل فيطلع عليكم بوجهه، فمثله عند الله كمثل عيسى لم يبق منهم أحد إلا تمنى أن يكون بعض أهله، فإذا بعلي عليه السلام قد خرج وطلع بوجهه، قال (2): هو هذا، فخرجوا غضابا وقالوا: ما بقي إلا أن يجعله نبيا، والله الرجوع إلى آلهتنا خير مما نسمع منه في ابن عمه! وليصدنا علي إن دام هذا، فأنزل الله: * (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون..) * إلى آخر الآية (3)، فهذا الكفر الثاني.
وزيادة الكفر (4) حين قال الله: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) * (5)، وقال (6) النبي صلى الله عليه وآله: يا علي! أصبحت وأمسيت خير البريد، فقال له الناس: هو خير من آدم ونوح ومن إبراهيم ومن الأنبياء.. فأنزل الله: * (إن الله اصطفى ادم ونوحا وآل إبراهيم..) * إلى * (سميع عليم) * (7) قالوا: فهو خير منك يا محمد.. قال الله (8): * (قل... إني رسول الله إليكم جميعا) * (9) ولكنه خير منكم وذريته خير من ذريتكم، ومن اتبعه خير ممن اتبعكم، فقاموا غضابا، وقالوا زيادة: الرجوع إلى الكفر أهون علينا مما

(١) النساء: ١٣٧.
(٢) في المصدر: وقال.
(٣) الزخرف: ٥٧.
(٤) في تفسير العياشي: وزاد الكفر بالكفر.
(٥) البينة: ٧.
(٦) في المصدر: فقال.
(٧) آل عمران: ٣٣ - ٣٤.
(٨) الظاهر سقوط: قال، أي قال: قال الله..
(٩) الأعراف: ١٥٨.
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691