بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٤٩٥
نحن قتلنا سيد الخزرج * سعد بن عباده ورميناه بسهمين * فلم نخط فؤاده فظنت العامة أن الجن قتلوه، فكان قول خالد لعمر كشفا لما استتر على الناس في تلك الواقعة، ومثل هذه الرواية - إن لم تنهض بانفرادها حجة على المخالفين لكونها من روايات أصحابنا - إلا (1) أن سكوت عمر عن خالد أيام خلافته وترك الاقتصاص منه مع قوله في خلافة أبي بكر: لئن وليت الامر لأقيدنك به، قرينة واضحة على صحتها، ومع قطع النظر عن تلك الرواية فلا ريب في المناقضة بين هذا السكوت وذلك القول، فظهر أن له أيضا من قداح هذا القدح (2) سهم، ومن نصال هذا الطعن نصيب.
الطعن السادس:
إن أبا بكر قال - مخبرا عن نفسه -: إن لي شيطانا يعتريني، فإن استقمت فأعينوني وإن زغت فقوموني. (3).

(١) في (س): إلى، وهو خلاف الظاهر.
(٢) أي له من أسهم هذا الطعن سهم وكذا ما بعده.
(٣) أقول: وردت هذه القصة بألفاظ مختلفة في موارد متعددة نذكر بعضها ونختمها بجملة من المصادر.
فمنها: قد وليت أمركم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني وإن زغت فقوموني - كما جاء في لفظ ابن الجوزي في الصفوة -.
ومنها: إني وليت عليكم ولست بخيركم، فإن رأيتموني على الحق فأعينوني، وإن رأيتموني على الباطل فسددوني - كما في طبقات ابن سعد ٣ / ١٥١ [٣ / - القسم الأول - ١٣٩].
ومنها: ألا وإنما أنا بشر ولست بخير من أحد منكم فراعوني، فإذا رأيتموني استقمت فاتبعوني، وإن رأيتموني غضبت فاجتنبوني، لا أوثر في أشعاركم وأبشاركم - كما في الطبقات أيضا - والإمامة والسياسة ١ / ١٦، وتاريخ الطبري ٣ / ٢١٠، وغيرها.
ومنها: أما والله ما أنا بخيركم، ولقد كنت لمقامي هذا كارها، ولوددت أن فيكم من يكفيني، أفتظنون أني أعمل فيكم بسنة رسول الله (ص)؟! اذن لا أقوم بها، إن رسول الله كان يعصم بالوحي وكان معه ملك، وإن لي شيطانا يعتريني، فإذا غضبت فاجتنبوني..
انظر: مسند أحمد بن حنبل ١ / ١٤، مجمع الزوائد للهيثمي ٥ / ١٨٣، الإمامة والسياسة ١ / ١٦ [صفحة: ٦، ضمن خطبة أبي بكر]، والصفوة ١ / ٩٩، المجتبى لابن دريد: ٢٧، عيون الأخبار لابن قتيبة ٢ / ٢٣٤، كنز العمال ٣ / ١٢٦، ١٣٥ و ١٣٦. قال: رواه الطبراني في الأوسط، الرياض النضرة ١ / ١٦٧ و ١٧٧، تاريخ الطبري ٣ / ٢٠٣ و ٢١٠، تاريخ ابن كثير ٥ / ٢٤٧، تاريخ الخلفاء: ٤٧ - ٤٨، تاريخ ابن جرير ٢ / ٤٤٠، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٠٧، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ١٣٤ و ٣ / ٨ و ١٤، ٤ / ١٦٧ [الطبعة ذات أربعة مجلدات]، سيرة ابن هشام ٤ / ٣٤٠، السيرة الحلبية ٣ / ٣٨٨، تهذيب الكامل ١ / ٦، إعجاز القرآن: ١١٥، العقد الفريد ٢ / ١٥٨، وغيرها من مصادر العامة، ولاحظ: الطرائف ٢ / ٤٠٢، والفصول المختارة من العيون والمحاسن: ٧ و ١٩٧، والصراط المستقيم ٢ / ٢٩٤ - ٢٩٦ و ٣٠٠، وكشف المحجة: ٦٧، والغدير ٢ / 42 و 7 / 104 و 105 و 108 و 118..
ومن هذا الباب ما جاء منه في الجواب عن الكلالة: إني سأقول فيها برأي فإن يكن صوابا فمن الله، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان منه.
أخرجه سعد بن منصور الدارمي في سننه 2 / 365، وابن جرير الطبري في تفسير 6 / 30، وابن المنذر البيهقي في سننه الكبرى 6 / 223، وحكى عنهم السيوطي في الجامع الكبير - كما في ترتيبه - 6 / 20، وذكره ابن كثير في تفسيره 1 / 260، والخازن في تفسيره 1 / 367، وابن القيم في اعلام الموقعين: 29، كما نقله العلامة الأميني - رحمه الله - في غديره 7 / 104 - 105.
(٤٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691