بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٦٨٨
خفي علي هذا من أمر رسول الله صلى الله عليه [وآله]، ألهاني (1) الصفق بالأسواق (2).
ولا خفاء في أن ما خفي على عمر من ذلك أمر متكرر الوقوع من العادة والسنن التي كان يعلمها المعاشرون له صلى الله عليه وآله، فكيف خفي على هذا الرجل الذي يدعون أنه صلى الله عليه وآله كان يشاوره في الأمور ويستمد بتدبيره؟!، فليس هذا إلا من فرط غباوته، أو قلة اعتنائه بأمور الدين، أو إنكاره لأمور الشرع مخالفة لسيد المرسلين.
الطعن الثاني عشر:
ما رواه ابن أبي الحديد (3)، عن أبي سعيد الخدري، قال: حججنا مع عمر أول حجة حجها في خلافته، فلما دخل المسجد الحرام، دنى من الحجر الأسود فقبله واستلمه، فقال: إني لاعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع (4)، ولولا أني رأيت

(١) في المصادر زيادة: عنه.
(٢) قال النووي في شرحه: فمعناه أن هذا حديث مشهور بيننا معروف لكبارنا وصغارنا، حتى أن أصغرنا يحفظه، وسمعه من رسول الله (ص)، كما حكاه الأميني في الغدير ٦ / 158 - 159، وعلق عليه بما هو جديد بالملاحظة.
(3) شرح النهج لابن أبي الحديد 12 / 100 - 101 [3 / 123].
(4) جاء قوله: للحجر بعبارات مختلفة وألفاظ متعددة في مصادر عديدة:
منها: ما ذكر المصنف - رحمه الله - في المتن، وتجده في صحيح البخاري كتاب الحج باب ما ذكره في حجر الأسود بسنده عن عابس بن ربيعة، وصحيح الترمذي 2 / 163، وصحيح النسائي 2 / 37، سنن أبي داود في المجلد الحادي عشر باب تقبيل الحجر، ومسند أحمد بن حنبل 1 / 16 و 26 و 42، سنن البيهقي في المجلد الخامس باب تقبيل الحجر.
وروى البخاري في صحيحه كتاب الحج باب الرمل في الحج والعمرة بسنده عن أسلم، والبيهقي في سننه 5 / 82.
وأورده مسلم في صحيحه كتاب الحج باب استحباب تقبيل الحجر الأسود عن عبد الله بن سرجس، وابن ماجة في صحيحه في أبواب المناسك باب استلام الحجر، وأحمد بن حنبل في المسند 1 / 34 و 50. وأخرجه النسائي في صحيحه 2 / 38 عن طاووس بن عباس، وقريب منه ما في مسند أحمد بن حنبل 1 / 39.
ومنها: قوله: لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قبلك ما قبلتك.
ومنها: قوله: إني لاعلم أنك حجر ولو لم أر حبيبي قبلك أو استلمك ما استلمتك ولا قبلتك.
رواه أحمد في مسنده 1 / 21، وقريب منه ما ذكره فيه 1 / 34.
(٦٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 683 684 685 686 687 688 689 690 691 692 693 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691