بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٦٦١
الطعن السابع:
وما رواه ابن أبي الحديد (1) وغيره (2): أن عمر كان يعس (3) ليلة فمر بدار سمع فيها صوتا فارتاب وتسور فوجد رجلا عنده امرأة وزق (4) خمر، فقال: يا عدو الله! أظننت أن الله يسترك وأنت على معصيته؟!. فقال: لا تعجل يا أمير المؤمنين! إن كنت أخطأت في واحدة فقد أخطأت في ثلاث، قال الله: * (ولا تجسسوا) * (5) وتجسست، وقال: * (وأتوا البيوت من أبوابها) * (6) وقد تسورت،

(١) شرح النهج لابن أبي الحديد ١٢ / ١٧ - ١٨ [٣ / ٩٦] بتصرف، وذكره في ١ / ١٨٢ [١ / ٦١] ولم يأت بذيله.
(٢) أورده محب الدين في الرياض ٢ / ٤٦، والسيوطي في الدر المنثور ٦ / ٩٣، وأوردها مفصلا وبشكل آخر في الفتوحات الاسلامية ٢ / ٤٧٦ - ٤٧٧، والكامل لابن الأثير ٤ / ٢٨، وكنز العمال ٢ / ١٦٧، وجاء بها في نفس المجلد: ١٤١ بشكل آخر عن السدي مقتصرا على الفقرة الأولى.
وجاء شهاب الدين الأبشيهي في المستطرف ٢ / ١١٥ باب ٦١ بقضية غير ما مرت في عسن عمر ومواجهة من نبهه على الخطايا الثلاث.
ونقل في العقد الفريد ٣ / ٤١٦ قضية ثالثة في عسه ورجوعه نادما، وفيه: هم بتأديبهم فقالوا:
يا أمير المؤمنين! نهاك الله عن التجسس تجسست، ونهاك عن الدخول بغير إذن فدخلت. فقال:
هاتين بهاتين وانصرف وهو يقول: كل الناس أفقه منك يا عمر.
أقول: انظروا إلى مصالحة الخليفة مع الأمة في الخطأ وما تبعت هذه المصالحة من الآثار.
وأخذ بتكرارها ولكن نصح له عبد الرحمن بن عوف فامتنع، وقد جاء في سنن البيهقي ٨ / ٣٣٤، والإصابة ١ / ٥٣١، والدر المنثور ٦ / ٩٣، والسيرة الحلبية ٣ / ٢٩٣، والفتوحات الاسلامية ٢ / ٤٧٢: قال عمر: هذا بيت ربيعة بن أمية بن حلف وهم الآن شرب، فما ترى؟.
قال عبد الرحمن: أرى قد أتينا ما نهى الله عنه: (ولا تجسسوا) فقد تجسسنا فانصرف عنهم عمر وتركهم.
(٣) قال في النهاية ٣ / ٢٣٦: وفي حديث عمر: أنه كان يعس بالمدينة.. أي يطوف بالليل يحرس الناس ويكشف أهل الريبة.
(٤) قال في القاموس ٣ / ٢٤١: الزق - بالكسر -: السقاء أو جلد يجز وينتف للشراب وغيره.
(٥) الحجرات: ١٢.
(٦) البقرة: ١٨٩.
(٦٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 655 657 658 659 660 661 662 663 664 665 666 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691