بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٣٩
قال: الساعة نأكل منها ونتزود إن شاء الله تعالى، فقال له العباس: يا بن أخي النخلة إذا غرست تثمر في خمس سنين (1)، قال: يا عم سوف ترى من آيات ربي الكبرى، ثم ساروا حتى تواروا عن الوادي، فقال: يا عم (2) ارجع إلى الموضع الذي فيه النخلات واجمع لنا ما نأكله، فمضى العباس فرأى النخلات قد كبرت، وتمايلت (3) أثمارها، وأزهرت (4) فأوقر منها راحلته، والتحق بالنبي صلى الله عليه وآله، فكان يأكل من التمر ويطعم القوم فصاروا متعجبين من ذلك، فقال أبو جهل لعنه الله: لا تأكلوا يا قوم مما يصنعه محمد الساحر، فأجابه قومه وقالوا: يا بن هشام اقصر عن الكلام، فما هذا بسحر، ثم سار القوم حتى وصلوا عقبة أيله، وكان بها دير، وكان مملوءا رهبانا، وكان فيهم راهب يرجعون إلى رأيه وعقله يقال (5) له: الفيلق بن اليونان بن عبد الصليب، وكان يكنى أبا خبير، وقد قرء الكتب، وعنده سفر فيه صفة النبي صلى الله عليه وآله من عهد عيسى بن مريم عليه السلام، وكان إذا قرأ الإنجيل على الرهبان ووصل إلى صفات النبي صلى الله عليه وآله بكى، وقال: يا أولادي متى تبشروني بقدوم البشير النذير، الذي يبعثه الله من تهامة، متوجا بتاج الكرامة، تظله الغمامة، يشفع في العصاة يوم القيامة (6)، فقال له الرهبان: لقد قتلت نفسك بالبكاء والأسف على هذا الذي تذكره، وعسى أن يكون قد قرب أوانه، فقال: إي والله إنه قد ظهر بالبيت الحرام، ودينه عنه الله الاسلام، فمتى تبشروني بقدومه من أرض الحجاز، وهو تظله الغمامة، وأنشأ يقول شعرا:
لان نظرت عيني جمال أحبتي * وهبت لبشرى الوصل ما ملكت يدي وملكته روحي ومالي غيرها * وهذا قليل في محبة أحمد

(1) في المصدر: ثلاث سنين.
(2) في المصدر: فالتفت النبي صلى الله عليه وآله إلى عمه العباس فقال: يا عم.
(3) في المصدر: وبسقت بالتمر، وتمايلت.
(4) أزهت خ ل.
(5) في المصدر: يعتمدون بقوله ويرجعون إلى رأيه يقال.
(6) أضاف في المصدر بعد ذلك: ودام على ذلك زمانا طويلا.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402