بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٤٣
أودعوني في أموالهم، فقال: يا مولاي تصدق علينا بالمسير، إن عدم لهم عقال علي ببعير، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: سر، وسار معهم إلى ديرهم، وكان له بابان: واحد كبير، والآخر صغير، وقد وضعوا بحيال الباب الصغير كنيسة فيها تصاوير وتماثيل، فإذا دخل الرجل من الباب الصغير ينحني برأسه، وذلك برسم السجود للتصاوير في الكنيسة، فخطر في نفسه أنه يدخل النبي صلى الله عليه وآله من الباب الصغير ليتلذذ بمعاجزه (1) وغرائب كراماته، فلما دخل الراهب أمامه داخله الفزع من النبي صلى الله عليه وآله فلما دخل النبي صلى الله عليه وآله من الباب القصير أمر الله تعالى عضادتي الباب أن ترتفع، فارتفع الباب حتى دخل النبي صلى الله عليه وآله منتصب القامة، فلما أشرف على القوم قاموا له إجلالا، وأجلسوه في أوساطهم على أعلى مكان، ووقف الراهب بين يديه، والرهبان حوله، فقدموا بين يديه طرائف الشام (2)، ثم رمق الراهب بطرفه إلى السماء فقال: إلهي وسيدي ومولاي أرني خاتم النبوة، فأرسل الله عز وجل جبرئيل ورفع ثيابه عن ظهره، فبان خاتم النبوة بين كتفيه، فسطع منه نور ساطع، فلما رآه الراهب خر ساجدا هيبة من ذلك النور، ثم رفع رأسه وقال: هو أنت حقا، ثم إن حمزة أنشأ يقول:
أنت المظلل بالغمام وقد رأى * الرهبان أنك ذاك وانكشف الخبر ربيت في بحبوح (3) مكة بعد ما (4) * وضع الخليل وفاق فخرك من فخر ورضعت في سعد لثدي حليمة * كرما ففاض الثدي نحوك وانحدر قال: فشكره النبي صلى الله عليه وآله وتفرق القوم إلى رحالهم، وقد كمد أبو جهل غيظا، وبقي ميسرة والراهب مع النبي صلى الله عليه وآله فقال الراهب: يا سيدي أبشر، فإن الله يوطئ لك رقاب

(1) بمعجزاته خ ل وفي المصدر: لسدد معجزاته، ويشهدون غرائب كراماته اه‍ قلت: لعله مصحف يسددون بمعجزاته.
(2) في المصدر: والرهبان حواليه، ومدحوه بأفصح لسان، وأوعدوه بالاجلال والاكرام، وقدموا بين يديه من ظرائف الشام.
(3) بحبوحة مكة: وسطها.
(4) حيث ما خ ل.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402