بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٤٤
العرب، وتملك سائر البلاد، وينزل عليك القرآن، وتدين لك الأنام، ودينك عند الله هو الاسلام (1)، وتنكس الأصنام، وتمحق الأديان، وتخمد النيران، وتكسر الصلبان، ويبقى ذكرك إلى آخر الزمان، فأسألك يا سيدي أن تتصدق علينا بالذمام لسائر الرهبان لتأخذ منهم أمتك الجزية في ذلك الزمان، فيا ليتني كنت معك حتى تبعث يا سيدي (2)، فأعطاهم النبي صلى الله عليه وآله الذمام، وأكرمهم (3) غاية الاكرام.
وقال الراهب لميسرة: يا ميسرة اقرأ مولاتك مني السلام، واعلم (4) أنها قد ظفرت بسيد الأنام، وأنه سيكون لك (5) شأن من الشأن، وتفضل على سائر الخاص والعام، واحذرها أن تفوتها القرب من هذا السيد، فإن الله تعالى سيجعل نسلها من نسله، وتبقى ذكرها إلى آخر الزمان، ويحسدها عليه كل أحد، وأعلمها أنه لا يدخل الجنة إلا من يؤمن به، ويصدق برسالته، وأنه أشرف الأنبياء وأفضلهم، وأصفاهم سريرة، واحذر عليه من أعدائه اليهود في الشام حتى يعود إلى بيت الحرام، ثم ودع الراهب وخرج النبي صلى الله عليه وآله ولحق بالقوم، وساروا من وقتهم وساعتهم إلى أن نزلوا بأرض الشام (6)، وحطوا رحالهم، فبادر أهل المدينة، واشتروا بضاعتهم، وباعت قريش بضائعها بأغلى أثمان، في أحسن بيع، وأما ما كان من النبي صلى الله عليه وآله فإنه لم يبع شيئا من بضاعته، فقال أبو جهل لعنه الله: والله ما رأت خديجة سفرة أشأم من هذه، لم يبع من بضاعتها شيئا (7)، فلما أصبح الصباح نادى العرب (8)، فلما أقبلت من كل جانب ومكان يريدون البضائع، فلم

(1) أضاف في المصدر هنا. وتبعث بالمعجزات والدلائل والآيات البينات. وفيه تنكسر الأصنام وتمحو الأوثان.
(2) يا سيد ولد عدنان خ ل. وهو الموجود في المصدر.
(3) وأكرمه خ ل.
(4) وأعلمها خ ل.
(5) لها خ ل وهو الموجود في المصدر.
(6) فنزلوا بمدينة يقال لها: برا خ ل. وفي المصدر: حتى وصلوا الشام ونزلوا بمدينة برا.
(7) قط خ ل.
(8) أقبلت العرب من دل خ ل.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402