بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٤٩
الذي ترون (1) غير ذلك؟ قلن: نرى نورا ساطعا، وضياء لامعا، قد بلغ عنان السماء، قالت: وما الذي ترون (2) غير ذلك؟ قلن: لم نر شيئا، قالت: أما ترون (3) القبة و والراكب والأطيار الخضر المحدقين بالقبة، فقلن لها: لم نر شيئا، قالت: أرى راكبا أبهى من نور الشمس في قبة خضراء (4) لم أر أحسن منها على ناقة واسعة الخطا، ولا شك أن الناقة هي ناقتي الصهباء، والراكب محمد صلى الله عليه وآله، فقلن: يا سيدتنا ومن أين لمحمد صلى الله عليه وآله ما تقولين، وليس يقدر على هذا كسرى ولا قيصر؟ فقالت لهن: فضل محمد أعظم من ذلك، ثم إن الناقة دخلت بين الشعاب، ثم قصدت باب المعلى، ثم إن الملائكة عرجت إلى السماء، وعرج جبرئيل عليه السلام بالقبة والاعلام، وانتبه النبي صلى الله عليه وآله من نومه، ودخل مكة، وقصد منزل خديجة فوجدها وهي تقول: متى يصل محمد حتى أمتع بالنظر إليه؟
وهي تقوم وتقعد، وإذا بالنبي صلى الله عليه وآله قد قرع الباب، قالت الجارية: من بالباب؟ قال:
أنا محمد، قد جئت ابشر خديجة بقدوم أموالها وسلامتها، فلما سمعت خديجة كلام رسول الله صلى الله عليه وآله انحدرت إلى وسط الدار، ووقفت بالحجاب، وفتحت الجارية الباب، فقال: السلام عليكم يا أهل البيت، فقالت خديجة: هنيئا لك السلامة يا قرة عيني، قال:
وأنت (5) يهنئك سلامة أموالك، قالت خديجة: تهنئني سلامتك أنت يا قرة العين، فوالله أنت عندي خير من جميع الأموال والأهل، ثم قالت: شعرا:
جاء الحبيب الذي أهواه من سفر * والشمس قد أثرت في وجهه أثرا عجبت للشمس من تقبيل وجنته (6) * والشمس لا ينبغي أن تدرك القمرا ثم قالت: يا حبيبي أين خلفت الركب؟ قال: بالجحفة، قالت: ومتى عهدك بهم؟
قال: ساعتي هذه، فلما سمعت خديجة كلامه اقشعر جلدها، وقالت: سألتك بالله إنك فارقتهم بالجحفة؟ قال: نعم، ولكن طوى الله لي البعيد، قالت: والله ما كنت أحب أن تجئ هكذا وحيدا، إنما كنت أحب أن تكون أول القوم، وأنظر إليك، وأنت مقدم

(1) هكذا في النسخة، واستظهر المصنف في الهامش أن الصحيح: ترين.
(2) هكذا في النسخة، واستظهر المصنف في الهامش أن الصحيح: ترين.
(3) هكذا في النسخة، واستظهر المصنف في الهامش أن الصحيح: ترين.
(4) في المصدر: إني أرى راكبا قد أنار من وجهه المشرق والمغرب في قبة خضراء.
(5) في المصدر: وانني. قلت: فعليه فيهنئك مصحف فنهنئك.
(6) غرته خ ل.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402