بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٥١
أنا محمد بن عبد الله. قال: (1) يا سيدي ما عهدتك أن تهزء وعهدي بك أنك سائر، فما الذي أرجعك يا سيدي؟ فقال له: يا ميسرة إني سافرت ثم عدت، فضحك ميسرة وقال:
سافرت إلى ذيل هذا الجبل، ثم عدت؟ قال النبي صلى الله عليه وآله: بل قصدت البيت الحرام، فقال له ميسرة: ما عهدت منك يا سيدي إلا الصدق، فقال: يا ميسرة ما قلت لك إلا الصدق، فإن كان عندك شك فهذا خبز مولاتك خديجة، وهذا ماء زمزم، فلما نظر ميسرة إلى ذلك نهض قائما على قدميه، ونادى: يا معاشر قريش، ويا بني النضر، ويا بني زهرة، ويا بني هاشم هل غاب محمد عنكم غير ساعتين أو أقل من ذلك؟ فقالوا: نعم، قال: قد سار إلى مكة ورجع، وهذا خبز مولاتي خديجة، وهذا ماء زمزم، فتعجب القوم ودهشت عقولهم، وصاح أبو جهل لعنه الله وقال: لا يبعد هذا على الساحر (2)، فلما أصبح الصباح بلغ العرب، سبق الخبر بقدوم القافلة، وخرج أهل مكة مبادرين، وسبق عبيد خديجة وجواريها و تفرقوا في شعاب مكة وأوديتها، بأيديهم المعازف والمباخر، فكان النبي صلى الله عليه وآله ما يمر على عبد من عبيد خديجة إلا يعقر ناقة فرحا بقدومه، ثم تفرق الناس إلى منازلهم، و نظرت خديجة إلى جمالها وقد أقبلت كالعرائس، وكانت معتادة أن يموت بعض جمالها (3) ويجرب بعضها إلا تلك السفرة فإنها لم تنقص منها شعرة، فوقف قريش متعجبين من تلك الجمال، كلما مر بهم جمل بإزائه ناقة هيفاء فيقولون: لمن هذا (4)؟ فيقال هذا (5) ما

(1) في المصدر: يا سيدي من ردك عن سرور يغم عليك؟ وكان عهدي بك أنك سائر إلى مولاتي خديجة، قال له النبي صلى الله عليه وآله: يا ميسرة سافرت ثم عدت، فضحك ميسرة وقال والله سيدي! ما عهدتك تستهزئ قط قال: يا ميسرة ما قلت لك الا صدقا.
(2) استظهر المصنف أن (على) مصحف (عن). وفي المصدر: قال: فصاح بهم أبو جهل لعنه الله وقال: ما الذي أراه بكم؟ قالوا: ان محمدا سار إلى مكة ورجع من ساعته، قال: انصرفوا إلى رحالكم، فلو كان غير محمد لكان عجبا، ولكن الساحر لا يبعد عليه مشارق الأرض ومغاربها، قال: فتفرق القوم إلى رحالهم وباتوا تلك الليلة، فرحلوا العرب، وسبق البشير بقدوم العير، و خرج أهل مكة مبادرين.
(3) بعضها خ ل.
(4) هذه خ ل، وهو الموجود في المصدر.
(5) هذه مما أفاد خ ل وهو الموجود في المصدر.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402