بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٥٠
الرجال، وارسل إليك جواري على رؤوس الجبال (1) بأيديهم المباخر والمعازف، وآمر عبيدي بالذبايح والعقائر، ويكون لك يوم مشهور، قال: يا خديجة إني أتيت ولم يعلم بي أحد من أهل مكة، فإن أمرتيني بالرجوع رجعت من هذه الساعة وتفعلين مرادك؟
فقالت له: يا سيدي امهل قليلا، ثم عملت له زادا ساخنا فوضعته في مزادة (2)، و كانت العرب تعرفه بنقائه وطيب ريحه، وملأت له قربة من ماء زمزم، وقالت له: ارجع أودعتك من طوى لك البعيد من الأرض، فرجع النبي صلى الله عليه وآله، ثم إن خديجة رجعت إلى موضعها لتنظر هل تعود القبة أم لا، وإذا بالقبة قد عادت وجبرئيل قد نزل، والملائكة قد أحدقوا بها كالأول، ففرحت خديجة بذلك، وأنشأت تقول:
نعم لي منكم ملزم أي ملزم * ووصل مدى الأيام لم يتصرم ولو لم يكن قلب المتيم (3) فيكم * جريحا لما سالت دموعي بالدم ولم يخل طرفي ساعة من خيالكم * ومن حبكم قلبي ومن ذكركم فمي ولو جبلا حملتموه بعادكم * لمال وما زال (4) جسمي وأعظمي أشد على كبدي يدي فيردها * بما فيه من وجد (5) من الشوق مضرم طويت الهوى والشوق ينشر طيه * وكتمت أشجاني فلم تتكتم فيا رب قد طالت بنا شقة (6) النوى * وأنت قدير تنظم الشمل فانظم قال: ثم إن النبي صلى الله عليه وآله سار قليلا والتحق بالقوم، وبعضهم يقظان (7)، و بعضهم رقود، فلما أحس به ميسرة قال: من الطارق (8) في هذا الليل العاكر (9)؟ قال:

(1) في المصدر: وارتب لك جواري وعبيدي على رؤوس الجبال.
(2) في المصدر: في مزادته.
(3) المتيم: المحب العاشق.
(4) حال خ ل.
(5) جمر خ ل.
(6) مدة خ ل.
(7) أيقاظ خ ل. وهو الموجود في المصدر.
(8) السائر خ ل. وهو الموجود في المصدر.
(9) من عكر الليل: اشتد سواده.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402