بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٦١
أزكى من المسك الأذفر، ولفظه أعذب من الشهد وأخير، أشهدك يا خديجة أني أحبه.
قالت: يا عم أراك كلما قلت لك: صف لي عيبه وصفت لي حسنه؟ قال: يا ابنتي وهل أنا أقدر على وصف خيره، ثم أنشأ يقول:
لقد علمت كل القبائل والملا * بأن حبيب الله أظهرهم قلبا وأصدق من في الأرض قولا وموعدا * وأفضل خلق الله كلهم قربا فقالت: يا ورقة إن أكثر الناس يثلبونه، قال: ثلبهم له إنه فقير، قالت: يا عم أما سمعت قول الشاعر:
إذا سلمت رؤوس الرجال من الأذى * فما المال إلا مثل قلم الأظافر ولكن يا عم إذا كان ماله قليلا فما لي كثير، وإني يا عم محبة له على كل حال، فقال لها: إذن والله تسعدين وترشدين وتحضين (1) بنبي كريم، فقالت: يا عم أنا الذي خطبته لنفسي، فقال لها ورقة: وما الذي تعطيني وأنا أزوجك في هذه الليلة بمحمد؟
فقالت: يا عم وهل لي شئ دونك، أم يخفى عليك؟ وهذه ذخائري بين يديك، ومنزلي لك، وأنا كما قال القائل شعرا:
إذا تحققتم ما عند صاحبكم * من الغرام فذاك العذر يكفيه أنتم سكنتم بقلبي فهو منزلكم * وصاحب البيت أدرى بالذي فيه ثم قال ورقة: يا خديجة لست أريد شيئا من حطام الدنيا، وإنما أريد أن تشفعي لي عند محمد صلى الله عليه وآله يوم القيامة واعلمي يا خديجة أن بين أيدينا حساب وكتاب وعقاب وعذاب (2)، ولا ينجو إلا من تبع محمدا، وصدق برسالته، فيا ويل من زحزح (3) عن الجنة وادخل النار، فلما سمعت خديجة كلامه قالت: يا عم لك عندي ما طلبت، فخرج ورقة و

(1) تحظين خ ل قلت: هكذا في الأصل، والصحيح إما الثاني أو ما في المصدر وهو هكذا:
وتقربين من نبي كريم، وزاد في المصدر: ورسول عظيم، وإنه يا خديجة نبي هذه الأمة، فقالت:
يا عم والله انى أحبه، وأنا الذي أمرته أن يخطبني، فالآن أنا الذي أمرته وأبي أبعده، قال ورقة: وهو ان أبيك، يا خديجة ما الذي تعطيني حتى أزوجك.
(2) هكذا في الأصل والمصدر بالرفع.
(3) زحزحه: باعده أو أزاله عنه فتباعد فتنحى.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402