بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٧٢
وقال: الذي قالته خديجة، فقام النبي صلى الله عليه وآله وأفرغ عليه الخلعة، وزاده خلعة أخرى، فلما خرج ورقة تعجب الناس من حسنه وجماله، ثم أخذت خديجة في جهازها، واعتدت صوافي (1) الذهب والفضة، وفيها الطيب والمسك والعنبر، فلما كانت الليلة الثالثة دخل عليها عمات النبي صلى الله عليه وآله واجتمع السادات والأكابر في اليوم الثالث كعادتهم، ونهض العباس وهو يقول:
أبشروا بالمواهب آل (2) فهر وغالب! * افخروا يا آل قومنا بالثناء (3) والرغائب شاع في الناس فضلكم وعلى (4) في المراتب * قد فخرتم بأحمد زين كل الأطايب فهو كالبدر نوره مشرق (5) غير غائب * قد ظفرتي خديجة بجليل المواهب بفتى هاشم الذي ماله من مناسب * جمع الله شملكم فهو رب المطالب أحمد سيد الورى خير ماش وراكب * فعليه الصلاة ما سار عيس (6) براكب ثم إن خديجة قالت: اعلموا أن شأن محمد صلى الله عليه وآله عظيم، وفضله عميم، وجوده جسيم، ثم نثرت عليهن (7) من المال والطيب ما دهش الحاضرين، وشجر طوبى تنثر في الجنة على الحور العين، فجعلن يلتقطن النثار، ثم يتهادينه، ثم إن خديجة أنفذت إلى أبي طالب غنما كثيرا ودنانير ودراهم وثيابا وطيبا، وعمل أبو طالب وليمة عظيمة، ووقف النبي صلى الله عليه وآله وشد وسطه، وألزم نفسه خدمة جميع الناس، وأقام لأهل مكة الوليمة ثلاثة أيام، وأعمام النبي صلى الله عليه وآله تحته في الخدمة، وأنفذت خديجة إلى الطائف وغيره، ودعت أهل الصنايع إلى منزلها، وصاغت المصاغ والحلي، وفصلت الثياب، وعملت الشمع بالعنبر

(1) صواني خ ل.
(2) يا آل خ ل.
(3) بالسناء خ ل.
(4) علا خ ل.
(5) طالع خ ل.
(6) العيس: الإبل البيض يخالط بياضها سواد خفيف. كرام الإبل.
(7) عليهم خ ل.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402