بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٥٧
على الملوك حتى أجمع له ما تطلب عليه (1) خديجة. قال النبي صلى الله عليه وآله: يا معاشر الأعمام قد أطلتم الكلام فيما لا فائدة فيه، قوموا واخطبوا لي خديجة من أبيها، فما عندكم من العلم مثل ما عندي منها، فنهضت صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها، وقالت: والله أنا أعلم أن ابن أخي صادق فيما قاله، ويمكن أن تكون خديجة مازحة عليه، ولكن أنا أروح وأبين لكم الامر، ثم لبست أفخر ثيابها وسارت نحو منزل خديجة، فلقيتها بعض جواريها في الطريق فسبقتها إلى الدار، وأعلمت خديجة بقدوم صفية بنت عبد المطلب، وكانت قد عزمت على النوم فأخلت لها المكان (2)، وقد عثرت خديجة بذيلها، فقالت: لا أفلح من عاداك يا محمد، فسمعت صفية كلام خديجة فقالت في نفسها: أجاد الدليل، ثم طرقت الباب، ففتح و جاءت إلى خديجة فلقيتها بالرحب والتحية، وأرادت أن تأتي لها بطعام، فقالت: يا خديجة ما جئت لآكل طعام، بل يا ابنة العم جئت أسألك عن كلام أهو صحيح أم لا؟ فقالت خديجة:
بل هو صحيح إن شئت تخفيه أو شئت تبديه، وأنا قد خطبت محمدا لنفسي، وتحملت عنه مهري، فلا تكذبوه إن كان قد ذكر لكم بشئ (3)، وإني قد علمت أنه مؤيد من رب السماء، فتبسمت صفية وقالت: والله إنك لمعذورة فيمن أحببت، والله ما شاهدت عيني مثل نور جبينه، ولا أعذب من كلام ابن أخي، ولا أحلى من لفظه ثم أنشأت تقول:
شعرا:
الله أكبر كل الحسن في العرب * كم تحت غرة هذا البدر من عجب قوامه (4) ثم إن مالت ذوائبه * من خلفه فهي تغنيه عن الأدب تبت يد اللائمي فيه وحاسده * وليس لي في سواه قط من أرب (5)

(1) منه خ ل، وفي المصدر: ما طلبت من المال.
(2) في المصدر: وقد عزمت على النوم ونزلت إلى أسفل الدار، ولم تترك عندها أحدا من الجواري وقامت تمشى.
(3) شيئا خ ل، وفي المصدر: إن كان قد نقل إليكم حديثا.
(4) قوائمه خ ل.
(5) الإرب: الحاجة. الغاية.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402