بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٥٣
دخل منزله عمه أبي طالب، وكان أبو طالب فرحا بما عاين من ابن أخيه، فقبل ما بين عينيه وجاءت (1) أعمامه حوله، وقال أبو طالب: يا ولدي ما الذي أعطتك خديجة؟ قال:
وعدتني (2) الزيادة على ما بيننا، قال: هذه نعمة جليلة، وقد عزمت أن أترك لك بعيرين تسافر عليهما، وراحلتين تصلح بهما شأنك، وأما الذهب والفضة أخطب لك بهما فتاة من نسوان قريش من قومك (3) ثم لا أبالي بالموت حيث أتى، وكيف نزل، فقال: يا عماه افعل ما بدا لك، فلما كان وقت الغداة اغتسل النبي صلى الله عليه وآله من وعك السفر (4)، وتطيب وسرح رأسه، ولبس أفخر أثوابه وسار إلى منزل خديجة، فلم يجد عندها سوى ميسرة، فلما رأته فرحت بقدومه، وجعلت تقول:
دنا فرمى من قوس حاجبه سهما * فصادفني حتى قتلت به ظلما وأسفر عن وجه وأسبل شعره * فبات يباهي (5) البدر في ليلة ظلماء ولم أدر حتى زار من غير موعد * على رغم واش ما أحاط به علما وعلمني من طيب حسن حديثه * منادمة يستنطق الصخرة الصماء قال: ثم التفتت إليه وقالت: يا سيدي نعمت الصباح، ودامت لك الأفراح، هل من حاجة فتقضى؟ فاستحيا وطأطأ رأسه وعرق جبينه، فأقبلت عليه تلاطفه في الكلام، ثم قالت: يا سيدي إذا سألتك عن شئ تخبرني؟ قال: نعم، قالت خديجة: إذا أخذت الجمال والمال من عندي ما تريد أن تصنع به؟ قال لها: وما تريدين بذلك يا خديجة؟ قالت:
أزيدك وما أقدر عليه، قال اعلمي أن عمي أبا طالب قد أشار على أن يترك لي بعيرين أسافر بهما، وبعيرين أصلح بهما شأني، والذهب والفضة يخطب لي بهما امرأة من قومي تقنع مني بالقليل، ولا تكلفني ما لا أطيق، فتبسمت خديجة، وقالت: يا سيدي أما

(1) دارت خ ل، وهو الموجود في المصدر.
(2) أوعدتني بالزيادة خ ل، وهو الموجود في المصدر.
(3) من نسوان قومك خ ل.
(4) أي من شدة السفر والمه وتعبه.
(5) فبت أباهي خ ل.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402