بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٥٦
أني محقة لك في هذا الامر، قم (1) إلى عمومتك وقل لهم: يخطبوني لك من أبي، ولا تخف من كثرة المهر، فهو عندي وأنا أقوم لك بالهدايا والمصانعات، فسر وأحسن الظن فيمن أحسن بك الظن (2)، فخرج النبي صلى الله عليه وآله من عندها، ودخل على عمه أبي طالب و السرور في وجهه (3)، فوجد أعمامه مجتمعين، فنظر إليه أبو طالب وقال: يا بن أخي يهنئك ما أعطتك خديجة وأظنها قد غمرتك من عطاياها، قال محمد صلى الله عليه وآله: يا عم لي إليك حاجة، قال: وما هي؟ قال، تنهض أنت وأعمامي هذه الساعة إلى خويلد، وتخطبون لي منه خديجة، فلم يرد أحد منهم عليه جوابا غير أبي طالب، فقال: يا حبيبي إليك نصير، وبأمرك نستشير في أمورنا، وأنت تعلم أن خديجة امرأة كاملة ميمونة فاضلة تخشي العار، وتحذر الشنار (4)، وقد عرفت قبلك رجلين: أحدهما عتيق بن عائذ، والآخر عمرو الكندي، وقد رزقت منه ولدا، وخطبها ملوك العرب ورؤساؤهم وصناديد قريش وسادات بني هاشم وملوك اليمن وأكابر الطائف، وبذلوا لها الأموال، فلم ترغب في أحد منهم، ورأت أنها أكبر منهم، وأنت يا بن أخي فقير لا مال لك ولا تجارة، وخديجة امرأة مزاحة عليك، فلا تعلل نفسك بمزاحها، ولا تسمع قريشا هذا الامر (5)، فقال أبو لهب: يا ابن أخي لا تجعلنا في أفواه العرب، وأنت لا تصلح لخديجة، فقام إليه العباس وانتهره، وقال: والله إنك لرذل الرجال، ردي الافعال، وما عسى أن يقولوا في ابن أخي، والله إنه أكثر منهم جمالا، وأزيد كمالا، وبماذا تتكبر عليه خديجة؟ لمالها أم لزيادة كمالها وجمالها؟
فاقسم برب الكعبة لان طلبت عليه مالا لأركبن جوادي وأطوف في الفلوات، ولأدخلن

(1) ولكن قم خ ل.
(2) في المصدر، ولا تخف إن كان يطلب منك مالا، فأنا والله أقوم لك بالهدايا والأموال ومهما طلب أبي من المال أنا أقوم به، وهذه أموالي وذخائري وعبيدي وجواري كلها بين يديك خذ منها ما شئت، فأنا لك طالبة، وفيك راغبة، ولا أريد سواك، فسر وأحسن الظن فيمن تحسن الظن بك، ولا تخيب قاصديك.
(3) قد زاد خ ل.
(4) الشنار: العار. أقبح العيب.
(5) في المصدر: ولا تسمع قريش هذا الكلام أبدا.
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402