بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٦٥
نعم الوكيل والكفيل أنت، فقال ورقة لأخيه خويلد: تكلم ما دامت السادات حاضرين، قال خويلد: أشهدكم يا سادات العرب على أني قد نزعت نفسي من أمر ابنتي خديجة، وجعلت وكيلي وكفيلي في هذا الامر أخي، فلا رأي فوق رأيه، ولا أمر فوق أمره، فقال ورقة: اسمعوا أيها السادات، وإنه غير مجنون ولا مجبور ولا مخمور، وإني أزوجها بمن شئت، فقال العرب: سمعنا وأطعنا وشهدنا، وخرج خويلد وقد ذهب حكمها من يده، وسار ورقة إلى منزل خديجة وهو فرح مسرور، فلما نظرت إليه قالت: مرحبا و أهلا بك يا عم، لعلك قضيت الحاجة، قال: نعم يا خديجة يهنئك، وقد رجعت أحكامك (1) إلي، فأنا وكيلك، وفي غداة غد أزوجك إن شاء الله تعالى بمحمد صلى الله عليه وآله، فلما سمعت خديجة كلامه فرحت وخلعت عليه خلعة قد اشتراها عبدها ميسرة من الشام بخمس مأة دينار، فقال ورقة: لا ترغبيني في مثل هذا، فلست براغب فيه، وإنما الرغبة في شفاعة محمد صلى الله عليه وآله، فقالت: لك ذلك، ثم قال لها: يا خديجة قومي هذه الساعة، وجهزي أمرك، وجملي منزلك، واخرجي ذخائرك، وعلقي ستورك، وانشري حللك، واكمدي عدوك، فما يدخر المال إلا لمثل هذا اليوم، واصنعي وليمة لا يعوزك (2) فيها شئ، فإن العرب في غداة غد يأتون كلهم إلى دارك، فلما سمعت منه ذلك نادت في عبيدها وجواريها، و أخرجوا الستور والمساند والوسائد والبسط المختلفة الألوان والحلل ذات الأثمان و العقود والقلائد ونشرت الرايات.
وقد روت الرواة الذين شاهدوا تلك الليلة أن تلك العبيد والإماء الذين كانوا برسم الخدمة لحمل الآنية ثمانون عبدا، وذبحت (3) الذبائح، وعقرت العقائر، وعقدت الحلاوات من كل لون، وجمعت الفواكه من كل فاكهة، وقصد ورقة منزل أبي طالب فوجده وإخوته

(1) في المصدر: أمرك.
(2) أعوزه المطلوب: أعجزه وصعب عليه نيله.
(3) في المصدر: ولقد روت الرواة الذين كانوا شاهدوا تلك الليلة ذكروا أنه كان في منزل خديجة برسم الخدمة من الجوار والعبيد مائة وستون، والجوار الذي برسم الخدمة لا غير ستون، وكان لها من جملة الآنية في البيت ثمانون هاونا من ذهب، وكان لها ما لا يحصى، وذبحت اه‍.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402