بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٣٦
كيف تخافين وعليك خاتم الرسل وإمام البشر (1)؟
ثم التفت إلى الثعبان وقال له: ارجع من حيث أتيت، وإياك أن تتعرض لاحد من الركب (2)، فنطق الثعبان بقدرة الله تعالى، وقال: السلام عليك يا محمد، السلام عليك يا أحمد، فقال النبي صلى الله عليه وآله: السلام على من اتبع الهدى، وخشي عواقب الردى، وأطاع الملك الاعلى، فعندها قال: يا محمد ما أنا من هوام الأرض، وإنما أنا ملك من ملوك الجن واسمي الهام بن الهيم، وقد آمنت على يد أبيك إبراهيم الخليل، وسألته الشفاعة، فقال:
هي لولد يظهر من نسلي يقال له: محمد، ووعدني (3) أن أجتمع بك في هذا المكان، وقد طال بي الانتظار، وقد شاهدت المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ليلة عرج به إلى السماء وهو يوصي الحواريين باتباعك، والدخول في ملتك، والآن قد جمع الله شملي بك، فلا تنسني من الشفاعة يا سيد المرسلين، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: لك ذلك علي، فعد من حيث جئت، ولا تتعرض لاحد من الركب، فغاب الثعبان، فلما نظر القوم إلى كلامه عجبوا من ذلك وازداد أعمام النبي صلى الله عليه وآله يقينا وفرحا. وازداد الجنود (4) غيظا وحسدا، فأنشأ العباس يقول:
يا قاصدا نحو الحطيم وزمزم * بلغ فضائل أحمد المتكرم واشرح لهم ما عاينت عيناك من * فضل لأحمد والسحاب الاركم قل وأت بالآيات (5) في السيل الذي * ملاء الفجاج بسيله المتراكم (6) ونجى الذي لم يخط قول محمد * وهو الذي أخطأ بوسط جهنم والبئر لما أن أضربنا الظمآء * فدعا الحبيب إلى الاله المنعم فاضت عيونا ثم سالت أنهرا * وغدا السحود بحسرة وتغمغم

(1) خاتم النبيين وامام المرسلين خ ل وفي المصدر: سيد المرسلين وخاتم النبيين.
(2) أضاف في المصدر: فانى محمد رسول الله، والا شكوتك إلى إله السماء.
(3) وأوعدني خ ل، وهو الموجود في المصدر.
(4) الحسود خ ل، وهو الموجود في المصدر.
(5) قد بانت الآيات خ ل.
(6) المتلاطم خ ل.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402