بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٣١
وقف الهوى بي حيث كنت (1) فليس لي * متقدم عنكم ولا متأخر ثم سار القوم حتى نزلوا بجحفة الوداع وحطوا رحالهم حتى يلحق بهم المتأخرون فقال مطعم بن عدي: يا قوم إنكم سائرون إلى أرض كثيرة المهامه والأوعار (2)، وليس لكم مقدم تستشيرون به وترجعون إلى أمره، والرأي عندي أنكم تقدمون عليكم رجلا لتستندوا إلى رأيه، وترجعوا إلى أمره عن المنازع والمخالف، قالوا: نعم ما أشرت به، فقال بنو مخزوم: نحن نقدم علينا أخانا عمرو بن هشام المخزومي، وقال بنو عدي: نحن نقدم علينا أميرنا مطعم بن عدي، وقال بنو النضر: نحن نقدم علينا أميرنا النضر بن الحارث، وقال بنو زهرة: نحن نقدم علينا أميرنا أحيحة بن الجلاح، وقال بنو لوي: نحن نقدم علينا أبا سفيان صخر بن حرب، وقال ميسرة: والله ما نقدم علينا إلا سيدنا محمد بن عبد الله، و قال بنو هاشم: ونحن أيضا نقدم علينا محمدا، فقال أبو جهل: لان (3) قدمتم علينا محمدا لأضعن هذا السيف في بطني، وأخرجه من ظهري، فقبض حمزة على سيفه وقال: يا وغد (4) الرجال، ويا نذل الافعال (5)، والله ما أريد إلا أن يقطع الله يديك ورجليك ويعمى عينيك، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: اغمد سيفك يا عماه، ولا تستفتحوا سفركم بالشر، دعوهم يسيرون أول النهار، ونحن نسير آخره، فإن التقدم لقريش، وكان صلى الله عليه وآله أول من تكلم بهذه الكلمة، وسار أبو جهل ومن يلوذ به، وقد استغنم (6) من بني هاشم الفرصة، وهو ينشد ويقول:
لقد ضلت حلوم بني قصي * وقد زعموا بتسييد (7) اليتيم

(1) أنت خ ل.
(2) المهامه: المفازة البعيدة. البلد القفر. والوعر: المكان الصلب. المكان المخيف الوحش.
(3) والله لان خ ل، وفي المصدر: والله والله لان.
(4) الوغد: الضعيف العقل. الأحمق. الدنى.
(5) الفعال خ ل قلت: وهو الموجود في المصدر، قوله نذل من نذل أي كان خسيسا محتقرا.
كان ساقطا في دين أو حسب فهو نذل.
(6) في المصدر: وقد استغنموا الفرصة.
(7) بتسديد خ ل.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402