بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٢٦
تشابه سري في هواكم وخاطري (1) * فابدي الذي أخفى وأخفى الذي ابدي ثم قالت بعد ذلك: يا سيدي أين محمد حتى نسمع ما يقول (2)؟ قال العباس رضي الله عنه: أنا آتيكم به، فنهض وسار يطلبه من الأبطح (3) فلم يجده، فالتفت يمينا وشمالا فقالوا: ما تريد (4)؟ فقال: أريد محمدا، فقالوا له: في جبل حرى (5)، فسار إليه فإذا هو فيه نائما في مرقد إبراهيم الخليل عليه السلام ملتفا ببرده وعند رأسه ثعبان عظيم في فمه طاقة ريحان يروحه بها، فلما نظر إليه العباس قال: خفت عليه من الثعبان، فجذبت سيفي وهممت بالثعبان (6)، فحمل الثعبان على العباس، فلما رأى العباس ذلك صاح من وقته أدركني يا ابن أخي، ففتح النبي صلى الله عليه وآله عينيه فذهب الثعبان كأنه لم يكن، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما لي أرى سيفك مسلولا؟ قال: رأيت هذا الثعبان عندك، فسللت سيفي وقصدته خوفا عليك منه، فعرفت في نفسي الغلبة فصحت بك (7)، فلما فتحت عينك ذهب كأنه لم يكن، فتبسم النبي صلى الله عليه وآله، وقال: يا عم ليس هذا بثعبان، ولكنه ملك من الملائكة، ولقد رأيته مرارا، وخاطبته (8) جهارا، وقال لي: يا محمد إني ملك من عند ربي موكل بحراستك في الليل والنهار من كيد الأعداء والأشرار، قال: ما ينكر فضلك يا محمد (9)، فقال له: سر معي إلى دار خديجة بنت خويلد تكون أمينا على أموالها، تسير

(1) وظاهرى خ ل.
(2) في المصدر: وأين محمد حتى نحدثه بما تريدون، ونسمع ما يقول.
(3) في الأبطح خ ل.
(4) في المصدر: قال له بعض أهل مكة: أراك يا سيدي التفت يمينا وشمالا، من تطلب؟.
(5) في المصدر: قال: كان هنا من ساعة وتوجه طالب جبل حرى.
(6) في المصدر: فلما نظر إليه العباس خاف عليه من الثعبان أن يقتله فجذب سيفه وهم بالثعبان.
(7) في المصدر: بعد قوله: مسلولا: قال: رأيت ما أرعبني، قال: وما رأيت شيئا يشبه السحر، وما كان أبونا يعرف السحر ولا أنت أيضا تعرفه، فأيش هذا؟ قال: رأيت عند رأسك ثعبان عظيم فخفت عليك منه، وأردت قتله فحمل على فأرعبني فصحت بك اه‍ قلت: ولعل الصحيح:
قال: وما رأيت؟ قال: رأيت شيئا.
(8) خاطبني خ ل. وهو الموجود في المصدر.
(9) في المصدر بعد ذلك: وانى وجدت لك مكانا تعمل فيه، فتبسم النبي صلى الله عليه وآله وقال: وأين يكون هذا؟ قال عند خديجة تكون أمينا على أموالها.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402