بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٢٥
فرمقت (1) خديجة رمق الهوى، ونزل بها دهش الجوى (2)، وقالت: افتحي لهم الباب، وأخبري ميسرة يعتد لهم المساند والوسائد، فإني أرجو أن يكونوا قد أتوني بحبيبي محمد، ثم قالت شعرا:
ألذ حياتي وصلكم ولقاكم * ولست ألذ العيش حتى أراكم وما استحسنت عيني من الناس غيركم * ولا لذ في قلبي حبيب سواكم على الرأس والعينين جملة سعيكم * ومن ذا الذي في فعلكم قد عصاكم (3) فها أنا محسوب (4) عليكم بأجمعي * وروحي ومالي يا حبيبي فداكم وما غيركم في الحب يسكن مهجتي * وإن شئتم تفتيش قلبي فهاكم قال صاحب الحديث: وبسط لهم ميسرة المجلس بأنواع الفرش فما استقر بالقوم الجلوس إلا وقد قدم لهم أصناف الطعام والفواكه من الطائف والشام، فأكلوا وأخذوا في الحديث، فقالت لهم خديجة من وراء الحجاب بصوت عذب، وكلام رطب: يا سادات مكة أضاءت بكم الديار، وأشرقت بكم الأنوار، فلعل لكم حاجة فتقضى، أو ملمة (5) فتمضى، فإن حوائجكم مقضية، وقناديلكم مضيئة، فقال أبو طالب رضي الله عنه: جئناك في حاجة يعود نفعها إليك، وبركتها عليك، قالت: يا سيدي وما ذلك؟ قال: جئناك في أمر ابن أخي محمد، فلما سمعت ذلك غاب (6) رشدها عن الوجود، وأيقنت بحصول المقصود، وقالت شعرا:
بذكر كم يطفئ الفؤاد من الوقد * ورؤيتكم فيها شفا أعين الرمد ومن قال: إني أشتفي (7) من هواكم * فقد كذبوا لو مت فيه من الوجد وما لي لا أملا سرورا بقربكم * وقد كنت مشتاقا إليكم على البعد

(1) رمق: أطال النظر.
(2) الجوى: شدة الوجد من حزن أو عشق.
(3) فيما أردتم عصاكم خ ل.
(4) محبوب خ ل.
(5) الملمة: النازلة الشديدة من نوازل الدنيا.
(6) غابت عن الوجود خ ل. وهو الموجود في المصدر.
(7) أشتكى لهواكم خ ل.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402