بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٢٠
أهلك فأطعم الناس، ودخل رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال مع أهله خديجة (1).
19 - أقول: قال أبو الحسن البكري في كتاب الأنوار: مر النبي صلى الله عليه وآله يوما بمنزل خديجة بنت خويلد، وهي جالسة في ملا من نسائها وجواريها وخدمها، وكان عندها حبر من أحبار اليهود، فلما مر النبي صلى الله عليه وآله نظر إليه ذلك الحبر وقال: يا خديجة اعلمي أنه قد مر الآن ببابك شاب حدث السن، فأمري من يأتي به، فأرسلت إليه جارية من جواريها، وقالت: يا سيدي مولاتي تطلبك، فأقبل ودخل منزل خديجة، فقالت:
أيها الحبر هذا الذي أشرت إليه، قال: نعم هذا محمد بن عبد الله، قال له الحبر: اكشف لي عن بطنك، فكشف له، فلما رآه قال: هذا والله خاتم النبوة، فقالت (2) له خديجة:
لو رآك عمه وأنت تفتشه لحلت عليك منه نازلة البلاء، وإن أعمامه ليحذرون عليه من أحبار اليهود، فقال الحبر: ومن يقدر على محمد هذا بسوء، هذا وحق الكليم رسول الملك العظيم في آخر الزمان، فطوبى (3) لمن يكون له بعلا، وتكون له زوجة وأهلا، فقد حازت شرف الدنيا والآخرة، فتعجبت خديجة، وانصرف محمد وقد اشتغل قلب خديجة بنت خويلد بحبه، وكانت خديجة ملكة عظيمة، وكان لها من الأموال والمواشي شئ لا يحصى، فقالت: أيها الحبر بم عرفت محمدا أنه نبي؟ قال: وجدت صفاته في التوراة، إنه المبعوث آخر الزمان (4)، يموت أبوه وأمه، ويكفله جده وعمه، وسوف يتزوج بامرأة من قريش سيدة قومها، وأميرة عشيرتها، وأشار بيده إلى خديجة، ثم بعد ذلك قال لها: احفظي ما أقول لك يا خديجة وأنشأ يقول:

(1) المنتقى في مولود المصطفى: الباب الثامن فيما كان سنة خمس وعشرين من مولده صلى الله عليه وآله اه‍ فيه: فقال مع أهله، فأقر الله عينه، وفرح أبو طالب فرحا شديدا وقال: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ودفع عنا الهموم.
(2) في المصدر: فكشف عن بطنه، فلما رأى الحبر خاتم النبوة دهش لذلك، قالت.
(3) في المصدر: هذا وحق الكليم على الجبل العظيم محمد صاحب البرهان، المبعوث في آخر الزمان، المعطل بدينه سائر الأديان. فطوبى اه‍.
(4) أضاف في المصدر هنا: يكسر الأصنام.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402