بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٣٠
ثم إن النبي صلى الله عليه وآله سار مجدا للسير إلى الأبطح، فوجد القوم مجتمعين، وهم لقدومه منتظرون، فلما نظروا إلى جمال سيد المرسلين وقد فاق الخلق أجمعين فرح المحب (1)، واغتم الحاسد (2)، وظهر الحسد والكمد فيمن (3) سبقت له الشقاوة من المكذبين (4)، وزادت عقيدة من سبقت له السعادة من المؤمنين، فلما نظر العباس إليهم أنشأ يقول:
يا مخجل الشمس والبدر المنير إذا * تبسم الثغر لمع البرق منه أضا كم معجزات رأينا منك قد ظهرت * يا سيدا ذكره يشفي به المرضى فلما نظر النبي صلى الله عليه وآله إلى أموال خديجة على الأرض ولم يحمل منها شئ زعق على العبيد، وقال: ما الذي منعكم عن شد رحالكم؟ قالوا يا سيدنا لقلة عددنا، وكثرة أموالنا، فأبرك راحلته، ونزل ولوى ذيله في دور منطقته وصار يزعق بالبعير فيقول:
بإذن الله تعالى، فتعجب الناس من فعله، فنظر العباس إلى النبي صلى الله عليه وآله وقد احمرت وجناته من العرق، فقال: كيف أخلي الشمس تقرح هذا الوجه الكريم؟ فعمد إلى خشبة وقال: لاتخذن منها حجفة (5) تظل (6) محمدا من حر الشمس، فارتجت الأقطار وتجلى الملك الجبار، وأمر الأمين جبرئيل عليه السلام أن يهبط (7) إلى رضوان خازن الجنان وقل له: يخرج لك الغمامة التي خلقتها لحبيبي محمد صلى الله عليه وآله قبل أن أخلق آدم بألفي عام، وانشرها على رأس حبيبي محمد، فلما رأوها شخصت نحوها الابصار، وقال العباس: إن (8) محمدا لكريم على ربه، ولقد استغنى عن حجفتي (9)، ثم أنشأ يقول:

(1) المحبون خ ل، وفي المصدر: المحبوب.
(2) الحاسدون خ ل، وفي المصدر: الحسود.
(3) ممن خ ل، وهو الموجود في المصدر.
(4) في المصدر: وكتب من المكذبين، وبعده: وكتب من المؤمنين.
(5) الحجفة: الترس من جلد بلا خشب وفي المصدر المحفة.
(6) تظلل خ ل.
(7) اهبط خ ل.
(8) والله إن خ ل، وهو الموجود في المصدر.
(9) في المصدر: عن محفتى.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402