بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٢٨
من مثلي وقد لمس ظهري سيد المرسلين؟ فقلن النسوة اللاتي كن عند خديجة: ما هذا إلا سحر عظيم قد أحكمه هذا اليتيم، قالت لهم خديجة: ليس هذا سحرا، وإنما هو آيات بينات، وكرامات ظاهرات، ثم قالت:
نطق البعير بفضل أحمد مخبرا * هذا الذي شرفت به أم القرى هذا محمد خير مبعوث أتى * فهو الشفيع وخير من وطأ الثرى يا حاسديه تمزقوا من غيظكم * فهو الحبيب ولا سواه في الورى قال: وخرج أولاد عبد المطلب وأخذوا في أهبة السفر (1)، فالتفتت خديجة إلى النبي صلى الله عليه وآله وقالت: يا سيدي ما معك غير هذه الثياب، فليست هذه تصلح للسفر، فقال: لست أملك غيرها، فبكت خديجة وقالت: عندي يا سيدي ما يصلح للسفر، غير أنهن طوال فامهل (2) حتى أقصرها لك، فقال: هلمي بها، وكان صلى الله عليه وآله إذا لبس القصير يطول وإذا لبس الطويل يقصر، كأنه مفصل عليه (3)، فأخرجت له ثوبين من قباطي (4) مصر، وجبة عدنية، وبردة يمنية، وعمامة عراقية، وخفين من الأديم، وقضيب خيزران، فلبس النبي صلى الله عليه وآله الثياب وخرج كأنه البدر في تمامه (5)، فلما نظرت إليه جعلت تقول:
أوتيت من شرف الجمال فنونا * ولقد فتنت بها القلوب فتونا قد كونت للحسن فيك جواهر * فيها دعيت الجوهر المكنونا يا من أعار (6) الظبي في لفتاته (7) * للحسن جيدا ساميا وجفونا انظر إلى جسمي النحيل وكيف قد * أجريت من دمع العيون عيونا

(1) الأهبة: العدة. وزاد في المصدر: وإصلاح شأنهم.
(2) فتمهل خ ل.
(3) قد فصل عليه خ ل. وهو الموجود في المصدر.
(4) القباطي والقباطي جمع القبطية، القبطية والقبطية: ثياب من كتان منسوبة إلى القبط. و في المصدر: وبردة يمانية. وفيه: وعمامة شربية من دق العراق بحاشيتين من حرير.
(5) كأنه البدر عند التمام، إذا انجلى عنه الغمام خ ل، وهو الموجود في المصدر.
(6) أغار خ.
(7) في فلواته خ ل.
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402