بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ١٨٣
كان أبيض مقصدا، هو الذي ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم، كأن خلقه نحى (1) القصد من الأمور، والمعتدل الذي لا يميل إلى طرفي الافراط والتفريط، وقال في قوله: أشكل العينين: أي في بياضها شئ من حمرة، وهو محمود محبوب، يقال: ماء أشكل: إذا خالطه الدم، وقال: في صفته صلى الله عليه وآله كان صلت الجبين، أي واسعه، وقيل: الصلت: الأملس، وقيل: البارز، وفي حديث آخر. كان سهل الخدين صلتهما، وقال في صفته صلى الله عليه وآله: أنه كان مشبوح الذارعين، أي طويلهما، وقيل: عريضهما، وفي رواية: كان شبح الذراعين، والشبح: مدك الشئ بين أوتاد كالجلد والحبل، وقال الجوهري: رجل مشبوح الذراعين:
عريضهما، وكذلك شبح الذراعين بالتسكين، وقال الجزري: في صفته صلى الله عليه وآله جليل المشاش، أي عظيم رؤوس العظام كالمرفقين والكعبين والركبتين، وقال الجوهري: هي رؤوس العظام اللينة التي يمكن مضغها، قوله: مخطوط المتيتين، لم أجد له معنى، ولعله إما تصحيف الليتين من ليت العنق: صفحته، أو المتنين من متني الظهر، وقال الجزري:
في صفته صلى الله عليه وآله كان أهدب الأشفار، وفي رواية: هدب الأشفار، أي طويل شعر الأجفان، وقال: فيه إنه كان وافر السبلة، السبلة بالتحريك: الشارب، والجمع السبال، قاله الجوهري: وقال الهروي: هي الشعرات التي تحت اللحى الأسفل، والسبلة عند العرب: مقدم اللحية وما أسبل منها على الصدر، وقال في صفته صلى الله عليه وآله: كان أخضر الشمط، أي كانت الشعرات التي شابت منه قد اخضرت بالطيب والدهن المروح انتهى، أقول: الأظهر أن الخضرة كانت للخضاب، وإنما حمل على ذلك لانكار أكثرهم اختضابه صلى الله عليه وآله، وقال في قوله: مفاض البطن: أي مستوي البطن مع الصدر، وقيل: المفاض ما يكون فيه امتلاء من فيض الاناء، ويريد به أسفل بطنه، وقال في صفته صلى الله عليه وآله: منهوس الكعبين، أي لحمهما قليل، والنهس: أخذ اللحم بأطراف الأسنان، والنهش: الاخذ بجميعها، و يروى منهوس القدمين، وبالشين أيضا، وقال في صفة موسى عليه السلام: أنه ضرب من الرجال، هو الخفيف اللحم، الممشوق المستدق، وقال الجوهري: الضرب: الرجل الخفيف اللحم، وقال الجزري في صفته صلى الله عليه وآله: كان في خاصرتيه انفتاق، أي اتساع، وهو محمود في

(١) في النهاية: انحى به.
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402