بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ١٨٧
أحدهم متمكنا أن يحتبي بثوبه، فإذا أراد أن يقوم حل حبوته، يعني إذا جلس إليه رجل لم يقم من عنده حتى يكون الرجل هو الذي يبدء بالقيام انتهى (1).
وقال الجزري: فيه أن رجلا اعترض النبي صلى الله عليه وآله يسأله، فصاح به الناس فقال:
دعوا الرجل أرب ماله، في هذه اللفظة ثلاث روايات: أحدها أرب بوزن علم، ومعناها الدعاء عليه، أي أصيبت آرابه (2) وسقطت، وهي كلمة لا يراد بها وقوع الامر، كما يقال: تربت يداك وقاتلك الله، وإنما ذكر في معنى التعجب، وفي هذا الدعاء من رسول الله صلى الله عليه وآله قولان: أحدهما تعجبه من حرص المسائل ومزاحمته، والثاني لما رآه بهذه الحال من الحرص غلبه طبع البشرية فدعا عليه (3)، وقيل: معناه احتاج فسأل، من أرب الرجل: إذا احتاج، ثم قال: ماله، أي أي شئ به وما يريد، والرواية الثانية: أرب ماله بوزن جمل (4)، أي حاجة له، وما زائدة للتقليل، أي له حاجة يسيرة، وقيل: معناه حاجة جاءت به، فحذف، ثم سأل فقال: ماله، والرواية الثالثة: أرب بوزن كتف، والإرب: الحاذق الكامل، أي هو أرب، فحذف المبتدأ، ثم سأل فقال: ماله؟ أي ما شأنه، ومثله الحديث الآخر: أنه جاءه رجل فقال: دلني على عمل يدخلني الجنة، فقال:
أرب ما له؟ أي أنه ذو خبرة وعلم انتهى.
أقول: كان في المنقول منه دعوه فإنه أديب بالدال المهملة والياء المثناة، ثم الموحدة، وكان يحتمل الراء أيضا، وقد عرفت مما نقلنا تصحيحه وتوجيهه.
22 - الكافي: العدة، عن سهل، عن محمد بن حسن بن شمون، عن علي بن محمد النوفلي، عن أبي الحسن عليه السلام قال ذكرت الصوت عنده، فقال: إن علي بن الحسين عليه السلام كان يقرء (5) فربما يمر (6) به المار فصعق من حسن صوته، وإن الامام لو أظهر من ذلك

(١) المنتقى في مولود المصطفى: الفصل الرابع في جامع أوصافه صلى الله عليه وآله.
(٢) آراب جمع الإرب: العضو.
(٣) وذلك يصح عند من يرى جواز غلبة طبع البشرية عليه كالجزري وأمثاله وأما الامامية فهم لا يجوزون ذلك.
(٤) في النهاية: بوزن حمل.
(٥) يقرء القرآن خ ل.
(6) مر خ ل وهو الموجود في المصدر.
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402