بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ١٩٨
المدثر " 74 ": يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر * والرجز فاهجر * ولا تمنن تستكثر * ولربك فاصبر. 1 - 7 الدهر " 76 ": إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا * فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا * واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا * ومن الليل فاسجد له و سبحه ليلا طويلا. 23 - 26 تفسير: قال الطبرسي رحمه الله: " فبما رحمة " ما زائدة " من الله لنت لهم " أي أن لينك لهم مما يوجب دخولهم في الدين " ولو كنت فظا " أي جافيا سئ الخلق " غليظ القلب " أي قاسي الفؤاد، غير ذي رحمة " لانفضوا من حولك " لتفرق أصحابك عنك، " فاعف عنهم " ما بينك وبينهم " واستغفر لهم " ما بينهم وبيني (1) " وشاورهم في الامر " أي استخراج آرائهم، واعلم ما عندهم، واختلف في فائدة مشاورته إياهم مع استغنائه بالوحي على أقوال:
أحدها: أن ذلك على وجه التطييب لنفوسهم، والتألف لهم، والرفع من أقدارهم.
وثانيها: أن ذلك ليقتدي به أمته في المشاورة، ولا يرونها نقيصة، كما مدحوا بأن أمرهم شورى بينهم (2).
وثالثها: أن ذلك لامرين: لاجلال أصحابه، وليقتدي أمته به في ذلك.
ورابعها: أن ذلك ليمتحنهم بالمشاورة، ليتميز الناصح من الغاش.
وخامسها: أن ذلك في أمور الدنيا، ومكائد الحرب، ولقاء العدو، وفي مثل ذلك يجوز أن يستعين بآرائهم " فإذا عزمت " أي فإذا عقدت قلبك على الفعل وإمضائه، ورووا عن جعفر بن محمد، وعن جابر بن يزيد " فإذا عزمت " بالضم، فالمعنى إذا عزمت لك و وفقتك وأرشدتك " فتوكل على الله " أي فاعتمد على الله، وثق به، وفوض أمرك إليه، وفي هذه الآية دلالة على تخصيص (3) نبينا صلى الله عليه وآله بمكارم الأخلاق، ومحاسن الافعال،

(١) زاد في المصدر: وقيل: معناه فاعف عنهم فرارهم من أحد واستغفر لهم من ذلك الذنب.
(٢) الشورى: ٣٨.
(3) في المصدر: اختصاص نبينا صلى الله عليه وآله.
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402