بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٢٠٩
وقال البيضاوي في قوله تعالى: " ن ": من أسماء الحروف، وقيل: اسم الحوت والمراد به الجنس أو اليهموت وهو الذي عليه الأرض، أو الدواة، فإن بعض الحيتان يستخرج منه شئ أسود يكتب به (1).
وقال الطبرسي: روي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: هو نهر في الجنة قال الله له:
كن مدادا فجمد، وكان أبيض من اللبن، وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب فكتب القلم ما كان وهو كائن إلى يوم القيامة، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام (2).
" والقلم " قال البيضاوي: هو الذي خط اللوح، أو الذي يخط به، أقسم به لكثرة فوائده " وما يسطرون " وما يكتبون، والضمير للقلم بالمعنى الأول على التعظيم، أو بالمعنى (3) الثاني على إرادة الجنس، وإسناد الفعل إلى الآلة وإجرائه (4) مجرى اولي العلم لإقامته مقامه، أو لأصحابه، أو للحفظة، وما مصدرية أو موصولة " ما أنت بنعمة ربك بمجنون " جواب القسم، والمعنى ما أنت بمجنون منعما عليك بالنبوة وحصافة (5) الرأي " وإن لك لأجرا " على الاحتمال أو الابلاغ " غير ممنون " مقطوع، أو ممنون به عليك من الناس، فإنه تعالى يعطيك بلا توسط " وإنك لعلى خلق عظيم " إذ تحتمل من قومك ما لا يحتمله أمثالك " فستبصر ويبصرون * بأيكم المفتون " أيكم الذي فتن بالجنون، والباء مزيدة، أو بأيكم الجنون، على أن " المفتون " مصدر، أو بأي الفريقين منكم الجنون؟ أبفريق المؤمنين، أو بفريق الكافرين؟ أي في أيهما (6) من يستحق هذا الاسم " فاصبر لحكم ربك " وهو إمهالهم وتأخير نصرتك عليهم " ولا تكن كصاحب

(1) أنوار التنزيل 2: 537.
(2) مجمع البيان 10: 332، أقول: ذكر الطبرسي زائدا على ما قال البيضاوي: أنه اسم من أسماء السورة، وقيل: هو حرف من حروف الرحمن، وقيل: لوح من نور.
(3) في المصدر: وبالمعنى الثاني.
(4) في المصدر: وإجراؤه.
(5) أي جودة الرأي.
(6) في المصدر: في أيهما يوجد من يستحق هذا الاسم.
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402