بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٢٠٤
" واصطبر عليها " أي وأصبر على فعلها وعلى أمرهم بها " لا نسألك رزقا " لخلقنا ولا لنفسك، بل كلفناك للعبادة وأداء الرسالة، وضمنا رزق جميع العباد " نحن نرزقك " الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله، والمراد به جميع الخلق، أي نرزق جميعهم ولا نسترزقهم " والعاقبة للتقوى " أي العاقبة المحمودة لأهل التقوى. (1) قوله تعالى: " واخفض جناحك " أي لين جانبك لهم، مستعار من خفض الطائر جناحه: إذا أراد أن ينحط " الذي يراك حين تقوم " أي إلى التهجد، أو للانذار " وتقلبك في الساجدين " أي ترددك في تصفح أحوال المتهجدين، كما روي أنه صلى الله عليه وآله لما نسخ فرض قيام الليل طاف تلك الليلة ببيوت أصحابه لينظر ما يصنعون حرصا على كثرة طاعاتهم، فوجدها كبيوت الزنابير لما سمع من دندنتهم (2) بذكر الله والتلاوة، أو تصرفك فيما بين المصلين بالقيام والركوع والسجود والقعود إذا أمهم (3).
قال الطبرسي: وقيل معناه وتقلبك في أصلاب الموحدين من نبي إلى نبي حتى أخرجك نبيا (4)، وهو المروى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، قالا: في أصلاب النبيين نبي بعد نبي حتى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح، من لدن آدم (5).
قوله تعالى: " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " أي سبب للانتهاء عن المعاصي حال الاشتغال بها وغيرها، من حيث أنها تذكر الله وتورث للنفس خشية منه، أو الصلاة الكاملة هي التي تكون كذلك، فإن لم تكن كذلك فكأنها ليست بصلاة، كما روى الطبرسي (6) مرسلا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أحب أن يعلم أقبلت صلاته أم لم

(1) مجمع البيان 7: 37.
(2) دندن الرجل: نغم ولم يفهم منه كلام.
(3) الظاهر أنه مصحف، والصحيح أممتهم بلفظة الخطاب.
(4) رواه عن ابن عباس في رواية عطاء وعكرمة.
(5) مجمع البيان 7: 207.
(6) مجمع البيان 8: 285.
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402