بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٢١٠
الحوت " يونس " إذ نادى " في بطن الحوت " وهو مكظوم " مملو غيظا في الضجرة فتبتلي ببلائه (1).
وقال الطبرسي رحمه الله: " إنك لعلى خلق عظيم " أي على دين عظيم، وقيل: معناه إنك متخلق بأخلاق الاسلام، وعلى طبع كريم، وقيل: سمي خلقه عظيما لاجتماع مكارم الأخلاق فيه، ويعضده ما روي عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ، وقال صلى الله عليه وآله: " أدبني ربي فأحسن تأديبي " وقال: وأخبرني السيد أبو الحمد مهدي بن نزار الحسيني، عن أبي القاسم الحسكاني بإسناده (2) عن الضحاك بن مزاحم قال: لما رأت قريش تقديم النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام وإعظامه له نالوا من علي عليه السلام، وقالوا: قد افتتن به محمد صلى الله عليه وآله، فأنزل الله تعالى " ن والقلم وما يسطرون " قسم أقسم الله به " ما أنت " يا محمد " بنعمة ربك بمجنون * وإنك لعلى خلق عظيم " يعني القرآن إلى قوله: " بمن ضل عن سبيله " وهم النفر الذين قالوا ما قالوا " وهو أعلم بالمهتدين " علي ابن أبي طالب عليه السلام (3).
وقال البيضاوي في قوله تعالى: " ملتحدا " أي منحرفا وملتجئا " إلا بلاغا من الله " استثناء من قوله: " لا أملك " فإن التبليغ إرشاد وإنفاع، أو من " ملتحدا " و " رسالاته " عطف على " بلاغا من الله ".
" ومن يعص الله ورسوله " في الامر بالتوحيد، إذ الكلام فيه " حتى إذا رأوا ما يوعدون " في الدنيا كوقعة بدر أو في الآخرة " قل إن أدري " أي ما أدري " أم يجعل له ربي أمدا " غاية يطول مدتها، كأنه لما سمع المشركون " حتى إذا رأوا ما يوعدون " قالوا: متى يكون؟ إنكارا، قيل: قل: إنه كائن لا محالة، ولكن لا أدري وقته " فلا يظهر " فلا يطلع

(1) أنوار التنزيل 2: 537 و 538 و 541 وفيه: من الضجرة.
(2) الاسناد هكذا: الحسكاني قال: حدثنا أبو عبد الله الشيرازي قال: حدثنا أبو بكر الجرجاني قال: حدثنا أبو أحمد البصري قال حدثني عمرو بن محمد بن تركي، قال: حدثنا محمد بن الفضل، قال حدثنا محمد بن شعيب، عن عمرو بن شمر، عن دلهم بن صالح، عن الضحاك بن مزاحم.
(3) مجمع البيان 10: 333 و 334.
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402