بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ١٠٠
الشجر والإذخر، وعلقت هاجر على بابه كساءا كان معها، وكانوا يكونون تحته، (1) فلما بناه وفرغ منه حج إبراهيم وإسماعيل ونزل عليهما جبرئيل يوم التروية لثمان من ذي الحجة فقال: يا إبراهيم قم فارتو من الماء: لأنه لم يكن بمنى وعرفات ماء فسميت التروية لذلك، ثم أخرجه إلى منى فبات بها ففعل به ما فعل بآدم عليه السلام فقال إبراهيم عليه السلام لما فرغ من بناء البيت (2) " رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر " قال: من ثمرات القلوب، أي حببهم إلى الناس لينتابوا إليهم و يعودوا إليه. (3) بيان: قوله عليه السلام: (فزمته) قال الفيروزآبادي: زمه فأزم: شده. والقربة:
ملاها. وماء زمزم كجعفر وعلابط: كثير.
أقول: قوله: (فلذلك سميت) يحتمل أن يكون مبنيا على أن زمزم يكون بمعنى الحبس والمنع، (4) أو الماء الممنوع من الجريان وإن لم يذكره اللغويون، ويحتمل أن يكون المراد أنها لكثرتها وسيلانها قبل الزم سميت زمزم، أو أنها لما منعت من السيلان واحتبست كثرت في مكان واحد فلذلك سميت به.
وقال الفيروزآبادي: جرهم (5) كقنفذ: حي من اليمن تزوج فيهم إسماعيل عليه السلام وقال: ترعرع الصبي: تحرك ونشأ. والضمير في قوله: (إليه) راجع إلى البيت.
7 - علل الشرائع: ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن عيسى وابن أبي الخطاب معا عن ابن محبوب، عن محمد بن قزعة (6) قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن من قبلنا

(1) في نسخة: وكانوا يكنون تحته. وفى نسخة: يكبون تحته.
(2) في نسخة: لما فرغ من بناء البيت والحج.
(3) تفسير القمي: 51 - 53. وفى نسخة: ليعودوا إليهم.
(4) بل من زمزمه بمعنى جمعه ورد أطراف ما انتشر منه.
(5) جرهم: بطن من القحطانية كانت منازلهم أولا اليمن؟ فلما ملك يعرب بن قحطان اليمن ولى أخاه جرهما الحجاز فاستولى عليه وملكه. ثم ملك بعده أبناؤه ولم يزالوا بمكة إلى أن نزل إسماعيل مكة فنزلوا عليه فتزوج منهم وتكلم بلهجتهم، وقيل: إنما نزلت جرهم الحجاز مع بنى قطور من العمالقة لقحط أصاب اليمن ثم غلب جرهم العمالقة على مكة وملكوا أمرها.
(6) في نسخة: محمد بن عرفة.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست