بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٣٣٩
كأنه يقول: يا أبت لا يليق بمثلك على جلالتك من العلم والدين والنبوة أن تسجد لولدك إلا أن هذا أمر أمرت به وتكليف كلفت به فإن رؤيا الأنبياء حق، فكما أن رؤيا إبراهيم عليه السلام ذبح ولده صار سببا لوجوب ذلك الذبح عليه في اليقظة فكذلك صارت هذه الرؤيا التي رآها يوسف وحكاها ليعقوب سببا لوجوب ذلك السجود عليه، فلهذا السبب حكى ابن عباس أن يوسف لما رأى ذلك هاله واقشعر منه جلده، ولكنه لم يقل شيئا.
وأقول: لا يبعد أن يكون ذلك من تمام تشديد الله تعالى على يعقوب، كأنه قيل له: أنت كنت دائم الرغبة في وصاله، دائم الحزن بسب فراقه، فإذا وجدته فاسجد له، فكان الامر بتلك السجدة من تمام التشديد والله العالم بحقائق الأمور. (1) انتهى ما أردنا إيراده من كلامه، ولا نشتغل برد ما حققه وقبوله لئلا يطول الكلام وإنما أوردنا كلامه بطوله ليتضح لك ما صدر عنهم عليهم السلام في الاخبار السالفة لتوجيه ذلك، ولعلك لا تحتاج بعد ذلك إلى مزيد إيضاح وبيان; ومن الله التوفيق وعليه التكلان.
(باب 10) * (قصص أيوب عليه السلام) * الآيات، الأنبياء " 21 " وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه وأهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين 83 - 84.
ص " 38 " واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب * اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب * ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب * وخذ بيدك ضغثا فاضرب ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب 41 - 44.

(1) مفاتيح الغيب 5: 244 - 247. م
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»
الفهرست