مفتاح الغيب - أبي المعالي القونوي - الصفحة ٤٤
أو أربعة، لا تقوى قوة الصورة المؤلفة من الف جوهر، إذا اتفقت الجواهر في المرتبة والحكم، والصورة المؤلفة من جواهر بعضها يشتمل على قوة مائة جوهر من أمثاله، كما أشير إليه في الأسماء آنفا، لا تضاهيها صورة مؤلفة من جواهر ليست كما ذكرنا، وان حصل التماثل في العدد، فافهم.
ومتى حصل تناسب بين احكام المراتب الاعتدالية كلها، أعني مرتبة الاعتدال المعنوي ثم الروحاني ثم المثالي والملكوتي ثم الحسى الطبيعي والعنصري ولم يظهر غلبة فاحشة لا حدى المراتب على البواقي بحيث تستهلك احكامها في حكم تلك المرتبة الغالبة، واجتمعت الاحكام كلها في نكاح انسان طاهر غير منحرف، ومنكوحة طاهرة المحل في موضع مناسب لما ذكرنا، وعقيب تناول غذاء طاهر ومعتدل أيضا، ظهرت صورة انسان كامل، واستهلكت احكام الوسائط والمراتب في ضمن توجه الحق إلى ايجاد تلك الصورة، بل قبلت تلك الهيئة الاجتماعية المتعلقة والمتخيلة من اجتماع احكام المراتب وخواصها، والمراتب التفصيلية التالية لها من الحق فيضا مطلقا طاهرا وظاهرا باحكام الجميع وصورها وآثارها قبولا معتدلا، فكانت تلك الصورة مرآة للجميع ومنصبغة بخواص جملتها، انصباغا مبقيا لكل احكامها، مع عدم تغير طار على الفيض والتجلي الإلهي الصادر من المرتبة الانسانية الكمالية، فافهم.
فهكذا هو ظهور صورة الانسان الكامل، وسأذكر تتمة الكيفيات والأحوال المتعلقة بايجاد الانسان الكامل وغيره في أواخر الكتاب إن شاء الله تعالى.
وبالجملة: السر الجمعي هو الأصل في كل شئ ظهر بالوجود، فاستحضره ولا تغفل. وهذا تنبيه على سر الاختلاف بحسب الناكح، وثم اختلاف بحسب النكاح وقد عرفتك ما هو في كل مرتبة وبحسب المنكوح، وهى اما النسب والحقائق المجتمعة
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست