مفتاح الغيب - أبي المعالي القونوي - الصفحة ٤٢
التجويف القلبي الذي هو حامل الروح الحيواني ومظهره. وانظر رقيه إلى الدماع وكون التجويف الدماغي لا يزال معمورا به ما دامت الحياة لصاحبه. وانظر أيضا حيلولة البخار المنبسط من القلب في تجويف الرأس بين الالتفات النفساني والروحاني وبين العالم الظاهر، وكيف ينفتح في مستقر القوى من الدماع الصور الخيالية بتصوير القوة المصورة حسب ما انتقش في ذات الروح، وانطبع فيه ما اكتسبه بالمحاذاة تارة بمقابلة العالم الاعلى وتارة بالعالم الأسفل، والمجموع كل ذلك مناما مرة ويقظة أخرى، مع أن الحضرات هي هي، ومنها تستنزع المواد العلمية والخمائر الكونية، وإليها تستند البراهين الشهودية والنظرية والمح أيضا كيف تظهر بالآلات المعلومة وبدونها من الذهن إلى الحس غرائب التركيبات الغير المتناهية بالصور المحسوسة والخيالية الذهنية، وكونها ترجع إلى كليات محصورة - مع عدم تناهى الاشخاص -.
وادكر ما نبهت عليه من امتلاء الخلاء المتوهم بالنفس الرحماني، وتعين وجود المكونات بالقول الرباني، وتدبر عموم هذا الحكم وحيطته بحيث لا يخرج شئ عنه عاما في مطلق الكون وخاصا في نسخة وجودك ونشأتك الجامعة التي هي الأنموذج الأتم والمثال الشامل الأعم، وتذكره كليا أوليا آليا أزليا تحظ بالسر الجليل، وعلى الله قصد السبيل.
فالنفس من حيث مطلق الصورة الوجودية الظاهرة أول مولود ظهر عن الاجتماع الاسمائي الأصلي المذكور من حضرة باطن النفس وروحه.
ومن اطلع على هذه الحضرة، علم المفردات الأصلية الأول التي هي المادة لتركيب المقدمات المنتجة صورة الكون، ويعلم ان حدود تلك المقدمات احكام الأسماء الأربعة الذاتية والحد الأوسط النسبة الجامعة من حيث سريانها بالتوجه الارادي في باقي الأسماء الأصلية المذكورة، والتكرار المشترط في الانتاج هو الترداد النكاحي المنبه عليه، وبالترداد
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست