مفتاح الغيب - أبي المعالي القونوي - الصفحة مقدمة المصحح ١٩
بالواسطة، فإنها لا تكون الا مقيدة والتعبير عن الإمامة الخالية عن الواسطة مثل قوله للخيل عليه السلام: انى جاعلك للناس إماما (124 - البقرة) والتي بالواسطة مثل استخلاف موسى عليه السلان هارون على قومه حين قال له: أخلفني في قومي وأصلح (142 - الأعراف) ومثل ما قيل في حق أبى بكر انه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا بخلاف خلافة المهدي عليه السلام، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يضف خلافته إليه، بل سماه خليفة الله وقال: إذا رأيتم الرايات السود تقبل من ارض خراسان فأتوها ولو جثوا، فان فهيا خليفة الله المهدى، ثم قال (ص): يملا الرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، فأخبرهم بعموم خلافته وحكمه وانه خليفة الله بدون واسطة فافهم.
وبعد هذا الاطراء من جانب الشيخ قدس سره ونموذجا من مقامات المؤلف، لسان امثالي كليل عن تقرير مدحه وبناني عاجز عن تحرير تعريفه، ولهذا نختم الكلام وأحول القراء الكرام إلى هذا النور الباهر والبحر الزاخر، ليأكلوا منه لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها من عذب فرات بسفن النجاة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نحبي ومن تخلف عنها غرق، وصلي على سيدنا محمد وآله الغر الميامين.
وقد وقع الفراغ عن تسويد هذا التصدير في يوم الأحد وقد مضى اثنين من شهر شعبان المعظم سنة أربع عشر وأربع مائة بعد الألف من الهجرة النبوية على صاحبها آلاف الثناء والتحية، وانا أفقر الخلق إلى الله العلى، العبد المفتقر الولووي، محمد بن أحمد الخواجوى، عامله الله بلطفه الخفى.
محمد خواجوى 25 / 10 / 1372
(مقدمة المصحح ١٩)
الفهرست