مفتاح الغيب - أبي المعالي القونوي - الصفحة ١٠٢
عليه بالكمال الإلهي والإنساني معنى، كانعامه صورة، وحققنا الله وسائر الاخوان بهذا الحال السنى والمقام العلى. آمين.
هذا سر فتح به على مجملا في جناب التركمان سنة ثلاثين وست مائة أو إحدى وثلاثين، وعرفت منه يومئذ ذوقا - كلياته ومجملاته - مع نبذ من التفصيل، وايرادي له الان هو بعبارة وقتي. وسأذكر في التنبيه على ما تضمنته هذه الخاتمة.
والمسألة الكلية مما تحققته واطلعت عليه بحمد الله وفضله نبذا - ولوامع جملية أيضا - ينتفع بها من يعرف ما ضمن هذا المكتوب من الحقائق وخفيات الاسرار ونفائس العلوم.
وكل ما سبق ذكره كالمقدمات والمبادى لفتح هذا المقفل وتفصيل هذا المجمل من حيث إن الانسان هو العلة الغائية المقصودة من الكون وفتحه تحصيله، واستجلاء الانسان لهذا الامر في ذاته على التعيين دون مزج تفصيله، والله المسؤول ان يمن بالاتمام والتكميل لما بدأ به من الانعام من خزائن جوده ومنته، انه ولى يتسير العسير، المكمل كل احسان يجود به ومعروف.
الشرح لهذا الوارد بلسان الوقت والحال والمرتبة قولي: ما حقيقته؟
اعلم أن حقيقة الانسان وحقيقة كل موجود عبارة عن نسبة متميزة في علم الحق من حيث إن علمه سبحانه عين ذاته، فهو تعين في باطن الحق سبحانه أزلي وتشخص معنوي كلي، وله بكل مرتبة ارتباط ذاتي وحالي ونسبي عارضي، سيما من حيث الإحاطة المختصة بالعلم المطلق والوجود الشامل المحقق - ومن حيث كمال الدائرة الانسانية أيضا - فما وقع من ذلك الارتباط في المراتب الأول الأصلية التي هي أمهات الحضرات، كالاسم المدبر وأم الكتاب ونحوهما، كان مسمى ومنعوتا بالمناسبات والائتلاف المعنوي والروحاني والشؤون الذاتية، وما وقع من ذلك في حيز الاسم الظاهر لتضاعف حكم الجمع والتركيب، وتحكمت فيه نسبة التفصيل التي يسمى الحق من حيثها بالمفصل، سميت
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست