عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ١٣٥
الله فأولئك هم الكافرون) وخالف تفسير السلف لهذا النص وأخذه على ظاهره.
* مأزق الوعي:
تشبعت الحركة الإسلامية المعاصرة بالفكر السلفي الذي تمخض عن الحقبة النفطية المعاصرة التي تغذى من قبل النظام السعودي الوهابي. وقد نتج عن هذا التشبع أن زهدت الحركة الإسلامية في فقه الواقع وانكبت على كتب السلف، خاصة كتب ابن تيمية، تستقي منها تصورها وعقائدها وأفكارها في مواجهة الواقع.
وهناك عدة كتب تراثية متداولة بين أيدي الشباب المسلم اليوم خاصة في مصر كان لها أثرها الفعال في دعم حالة اللا وعي التي تعيشها التيارات الإسلامية أمام الأحداث والمتغيرات الراهنة.
وفي مقدمة هذه الكتب كتب محمد بن عبد الوهاب وكتاب العقيدة الواسطية لابن تيمية والعقيدة الطحاوية للطحاوي والعواصم من القواصم لأبي بكر بن العربي. وهذه الكتب الأربعة هي أعمدة الخط السلفي المعاصر وأساس التربية الفكرية للعاملين في ساحة الحركة الإسلامية (1).
ونحن هنا لن نعرض لهذه الكتب أو نناقش المفاهيم التي تطرحها وإنما يعنينا الدور الذي تلعبه هذه الكتب وغيرها في مأزق الوعي الذي تعيشه الحركة الإسلامية اليوم والذي يمكن تجسيمه في فكرة الإمامة المنعكسة في هذه الكتب على حركة التاريخ بحيث قتلت حدثيته وعومت حركته وشوهت معالمه مما أدى إلى اضمحلال الوعي التاريخي لدى أجيال الحركة المعاصرة ونتج عن الأخير تخبط الحركة في مواجهة الواقع.
فهذه الكتب، خاصة العواصم من القواصم، تعمى على الصراعات التي دارت بسبب الإمامة بين الصحابة وبعضهم وبين الإمام علي عليه السلام وعائشة ثم معاوية.

(1) أنظر مناقشة هذه الكتب الثلاثة في كتابنا فقه الهزيمة.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست