عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ١٣٠
ولائها للماضي ولرموزه المقدسة وبين متطلبات الواقع الذي تتحرك على ساحته والتي كثيرا ما تصطدم مع الماضي وتتناقض مع أطروحته.
ولقد تسبب الطرح السلفي الذي تبنته الحركة في تذويب القاعدة الفكرية التي ترتكز عليها. وبدلا من أن تكون لها قاعدة واحدة أصبحت لها قواعد متباينة ومتناحرة فيما بينها.. القاعدة الفكرية عند تيار الإخوان تصطدم مع القاعدة الفكرية عند التيار السلفي، والقاعدة الفكرية عند التيار السلفي تصطدم مع القاعدة الفكرية عند تيار الجهاد، والقاعدة الفكرية عند تيار التكفير تصطدم مع الجميع.
وجميع هذه التيارات تستمد تصورها من التراث السلفي وتتبنى أطروحته بكل مقوماتها وتوجهاتها، وفي مقدمتها أطروحة الإمامة.
إلا أنه يمكن القول بأن فكرة الإمامة انعكست على تيار الجهاد بشكل أكثر فاعلية من دون بقية التيارات الأخرى. لتبني هذا التيار أسلوب الصدام مع الواقع ورفعه شعار إقامة الخلافة الإسلامية.
وتبدو قضية الحاكمية التي تعد الوجه العصري لفكرة الإمامة هي المحور الذي تدور من حوله الحركة الإسلامية، وهي أيضا مرتكز الخلاف بين هذه التيارات، وباعث النظريات الحديثة في الوسط الإسلامي اليوم.
* مأزق الحاكمية:
كان أول طرح لفكرة الحاكمية على يد الخوارج حين واجهوا الإمام عليا عليه السلام بقول الله تعالى: (إن الحكم إلا لله).
ثم ظهر هذا الشعار في العصر الحديث على يد أبو الأعلى المودودي أمير الجماعة الإسلامية في باكستان. وحسن البنا زعيم الإخوان، سيد قطب في كتابيه (في ظلال القرآن) و (معالم في الطريق).
ويعد سيد قطب أول من أبرز فكرة الحاكمية كاملة الأركان واضحة المعالم في ساحة الحركة الإسلامية، وتلقفتها منه التيارات الإسلامية التي نشأت في مرحلة ما بعد الاستعمار.
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست