عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ١٢٥
يقول الشيخ جعفر السبحاني: وعلى هذا الأساس تسلط أصحاب السلطة من الأمويين والعباسيين على أعناق الناس وأراقوا الدماء واستباحوا الأعراض وانتهبوا الأموال، وصار أصحاب الحديث يبررون سلوكهم في عدم جهاد الطواغيت بهذه العلة التافهة (المفسدة الأعظم) التي لو أخذنا بها لاندرس من الدين حتى الاسم وهؤلاء المساكين لا يدرون أنه إنما قام للإسلام عمود واخضر له عود بمجابهة المخلصين من المسلمين عن طريق ثوراتهم وأعمالهم على السلطات الجائرة حتى استشهد كثير منهم وسقوا شجرة الإسلام بدمائهم الطاهرة فبقيت مخضرة تؤتي أكلها كل حين (1).
ويحدد بعض الفقهاء وظيفة الإمام في الأمة في عشرة أمور هي:
- حفظ الدين على الأصول التي أجمع عليها السلف.
- تنفيذ الأحكام بين المتشاجرين وقطع الخصام بينهم.
- حماية البيضة والذب عن الحوزة (الدفاع عن البلاد وتأمينها).
- إقامة الحدود لتصان محارم الله عن الانتهاك.
- تحصين الثغور بالعدة المانعة والقوة الدافعة.
- جهاد من عاند الإسلام بعد الدعوة حتى يسلم أو يدخل في الذمة.
- جباية الفيئ والصدقات.
- تقدير العطاء وما يستحق في بيت المال.
- استكفاء الأمناء وتقليد النصحاء.
- أن يباشر بنفسه مشارفة الأمور وتصفح الأحوال (2).
وهذه المهام العشر إذا ما حاولنا مطابقتها على واقع الحكام الذين ملكوا السلطة في تاريخ المسلمين فسوف نجد مفارقة كبيرة.

(١) مفاهيم القرآن: ج 5 / 200 ط. بيروت.
(2) الأحكام السلطانية لأبي يعلى.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست